وقوله:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [(٢٣) سورة القيامة] وقوله: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} [(٢٣) سورة المطففين] وقوله: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [(٢٦) سورة يونس] وقوله: {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [(٣٥) سورة ق] وهذا الباب في كتاب الله تعالى كثير, ومن تدبر القرآن طالباً للهدى منه تبين له طريق الحق.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما ذكره من الأدلة من الكتاب على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الآخرة، أما في الدنيا فنقل الاتفاق على أنه لا يراه أحد قبل أن يموت، ففي شرح الطحاوية يقول: اتفقت الأمة على أنه لا يراه أحدٌ في الدنيا بعينيه، ولم يتنازعوا في ذلك إلا في نبينا -صلى الله عليه وسلم- خاصة، منهم من نفى رؤيته بالعين، ومنهم من أثبتها له -صلى الله عليه وسلم- منهم من نفى رؤيته -عليه الصلاة والسلام- لربه بالعين، الرؤية البصرية، ومنهم من أثبتها له.
وحكى القاضي عياض في كتاب الشفا باختلاف الصحابة -رضي الله عنهم- ومن بعدهم في رؤيته -صلى الله عليه وسلم- وإنكار عائشة -رضي الله عنها- أن يكون النبي -عليه الصلاة والسلام- رأى ربه بعين رأسه، وقالت لمسروق:(من حدثك أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه فقد كذب) وفي بعض الروايات: (فقد أعظم الفرية) متفقٌ عليه, وبهذا قال ابن مسعود وأبو هريرة. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه رأى ربه بعينه.