يقول: تقدم رجلٌ يظهر عليه الاستقامة إلى أختي من غير بلدنا فوافقنا عليه بعد أن أظهر لنا أنه حريصٌ على أختي، وأنه سيسعدها، وأنه وأنه، ثم يسر الله له ودخل بها الآن وله الآن شهران ولم يعطها أي درهم، علماً أن المتفق عليه كان ستة آلاف دولار، وللأسف ظهر لنا وجهه الآخر، فهو للأسف كذب علينا، فلم يسعدها بل ظلمها، ولم يدفع لها مهرها، وأختي الآن تعيش حالة نفسية شديدة، وتدعو عليه كلما أصبحت وأمست، فما الواجب على هذا الزوج، وهل تأثم أختي في دعائها عليه؟
أولاً: أنتم قصرتم في السؤال عنه، وإلا لو سألتم عنه أهل الخبرة به ممن يعرفه من الثقات ما تبين لكم غير ما ظهر لكم في أول الأمر.
الأمر الثاني: عليه أن يتقي الله -جل وعلا-، فوصية النبي -عليه الصلاة والسلام- في النساء في أعظم المواقف في يوم النحر في حجة الوداع، وأمرنا بأن نعاشرهن بالمعروف {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [(٢٢٩) سورة البقرة] وهن عوان: يعني أسيرات عند الرجال، فعليهم أن يحسنوا إليهن، ويأثم بذلك، وهذا ظلم نسأل الله السلامة والعافية، ظلم، والله -جل وعلا- حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرماً، ولعظمة الظلم حرمه على نفسه، فعليه أن يتقي الله -جل وعلا- وأن يؤدي إليها ما التزمه لها من مهرٍ، وأيضاً عليه أن يمسكها بالمعروف، لا يطالب بأكثر مما يطالب به غيره من أمثاله.
وهل تأثم أختي في دعائها عليه؟
إذا كانت تدعو عليه بقدر المظلمة فلا تأثم، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول:((واتق دعوة المظلوم)) فدل على أن المظلوم له دعوة مستجابة، ولولا أن دعوته مستجابة لما جاز له أن يدعو، يعني كون دعوته مستجابة دل على أن دعوته مباحة على من ظلمه، والله -جل وعلا- يقول:{لاَّ يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ} [(١٤٨) سورة النساء] فالمظلوم له أن يدعو على ظالمه بقدر مظلمته.
هذا يقول: ما معنى ((وإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)) هل معناها ذكرني خالياً، أم ذكرني بدون تحريك الشفتين؟