قوله في حديث أنس:((يلقى في النار وتقول: هل من مزيد؟ )) في رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: ((لا تزال جهنم يلقى حتى يضع قدمه فيها)) كذا في رواية شعبة وفي رواية سعيد: ((حتى يضع رب العزة فيها قدمه))، قوله:((فتقول: قط قط)) في رواية سعيد: ((فيزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط وعزتك)) وفي رواية سليمان التيمي عن قتادة فتقول: ((قدٍ قدٍ)) بالدال بدل الطاء، وفي حديث أبي هريرة:((فيضع الرب عليها قدمه فتقول قطٍ قطٍ)) وفي الرواية التي تليها: ((فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قطٍ قطٍ)) فهناك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، وفي حديث أبي بن كعب عند أبي يعلى:((وجهنم تسأل المزيد حتى يضع فيها قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول: قطٍ قطٍ)) وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: ((فيلقى في النار أهلها فتقول: هل من مزيد؟ ويلقي فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيها -عز وجل- فيضع قدمه عليها فتنزوي فتقول: قدني قدني)) وقوله: ((قط قط)) أي حسبي حسبي، وثبت بهذا التفسير عند عبد الرزاق من حديث أبي هريرة وقطْ بالتخفيف ساكناً ويجوز الكسر بغير إشباع، ووقع في بعض النسخ عن أبي ذر ((قطى قطى)) بالإشباع، و ((قطني)) بزيادة نون مشبعة، ووقع في حديث أبي سعيد ورواية سليمان التيمي بالدال بدل الطاء وهي لغة أيضاً، وكلها بمعنى يكفي، وقيل: قط صوت جهنم، والأول هو الصواب عند الجمهور. يعني يكفي، حسبي ويكفيني.
يقول: ثم رأيت في تفسير بن مردويه من وجه آخر عن أنس ما يؤيد الذي قبله، ولفظه:((فيضعها عليها فتقطقط كما يقطقط السقاء إذا امتلأ)) انتهى. فهذا لو ثبت لكان هو المعتمد، لكن في سنده موسى بن مطير وهو متروك، واختلف في المراد بالقدم، فطريق السلف في هذا وغيره مشهورة، وهو أن تمر كما جاءت ولا يتعرض لتأويله بل نعتقد استحالة ما يوهم النقص على الله -جل وعلا-.