{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً} [(١١٥) سورة الأنعام] {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} [(١١٩) سورة هود] كلمة واحدة وإلا كلمات وإلا كلام؟ كلام كثير, يقول:{لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [(١٠٩) سورة الكهف] والكلمة هنا مفردة لكنها أضيفت إلى معرفة، فتفيد العموم، تفيد العموم, {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً}{وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [(١٦٤) سورة النساء] فاعل: كلم هو الله -جل وعلا- وموسى مفعول؛ لأنه مكلم، وتكليماً تأكيد، نعم, تأكيد, وأهل العلم يقولون: التأكيد ينفي المجاز، {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} جاء من يحرف ويقول: {كلم اللهَ موسى تكليماً} فجعل المتكلم هو موسى، والمكَلَم هو الله -جل وعلا-.
تكليماً: وقلنا: إن التكليم مصدر كلَّمَ، وهو مصدر مؤكد لفعله، والتأكيد ينفي إرادة المجاز، حتى عند من يقول بالمجاز؛ لأنهم حينما يقولون: كلَّم يعني جرحه كما يقولون بأظافير الحكمة من الكلم والجرح، لكن هل هذا هو المعنى الحقيقي للتكليم والكلام، فقوله:{تَكْلِيمًا} ردٌ لقولهم.
وتحريف اللفظ من الناحية الإعرابية {كلم اللهَ موسى} يجعلون الرب -جل وعلا- هو المكلَّم وموسى هو المكلِّم والمتكلم هذا يرد عليه بقوله -جل وعلا-: {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [(١٤٣) سورة الأعراف] هذه تحتمل وإلا ما تحتمل؟ ما تحتمل، يعني لو قال:{ربَه} يستقيم الكلام وإلا ما يستقيم؟ ما يستقيم؛ لأن الهاء تمنع، الهاء مفعول لا محالة، الهاء مفعول لا محالة, والرب هو الفاعل، ولا يمكن تحريفها كما أمكن تحريف الآية السابقة على حد زعم من حرفها.
{مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ} [(٢٥٣) سورة البقرة] {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ} [(٢٥٣) سورة البقرة] لفظ الجلالة إعرابها: فاعل؛ لأن الكلام المباشر دون واسطة لم يحصل للجميع، وإنما حصل لبعضهم، فمن هذه تبعيضية، من هؤلاء الأنبياء من كلمه الله -جل وعلا- والمفعول ضمير يعود على "من" والفاعل هو الله -جل وعلا-.