قال النحاس في كتاب معاني القرآن: وهذا من أحسن ما قيل في هذه الآية، ودل على صحة هذا القول:{أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} [(٢٦) سورة النور] أي عائشة وصفوان مما يقول الخبيثون والخبيثات، وقيل: إن هذه الآية مبنية على قوله: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} [(٣) سورة النور] الآية .. فالخبيثات الزواني والطيبات العفائف، وكذا الطيبون والطيبات، واختار هذا القول النحاس أيضاً، وهو معنى قول ابن زيد {أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} [(٢٦) سورة النور] يعني به الجنس، وقيل: عائشة وصفوان فجمع كما قال: {فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} [(١١) سورة النساء] والمراد: أخوان ..
وهذا جاري على مذهب ابن عباس فيمن يقول بقوله: إن أقل الجمع اثنين.
قاله الفراء، و {مبرؤون} يعني منزهين مما رموا به، قال بعض أهل التحقيق: إن يوسف -عليه السلام- لما رمي بالفاحشة برأه الله على لسان صبي في المهد، وإن مريم لما رميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى -صلوات الله عليه-، وإن عائشة لما رميت بالفاحشة برأها الله تعالى بالقرآن فما رضي لها ببراءة صبي ولا نبي حتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان.
وروي عن علي بن زيد بن جدعان عن جدته عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتهن امرأة: لقد نزل جبريل -عليه السلام- بصورتي في راحته حين أُمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ..
نعم، رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم في سرقة من حرير، وقيل له: هذه امرأتك، بصورة عائشة -رضي الله عنها-، أما كونها نزلت في راحة جبريل هذا يحتاج إلى نقل، وأما الحديث الصحيح هو ما ذكرنا.