قوله تعالى:{لِنُحْيِيَ بِهِ} أي بالمطر، {بَلْدَةً مَّيْتًا} بالجدوبة والمحل وعدم النبات، قال كعب: المطر روح الأرض يحييها الله به، وقال:{مَّيْتًا} ولم يقل ميتة لأن معنى البلدة والبلد واحد، وقاله الزجاج وقيل: أراد بالبلد المكان.
البلدة، المراد البلدة، وقيل أراد بالبلدة المذكورة في الآية المكان، وإلا لو كان المراد البلد ما احتاج إلى تأويل.
وقيل: أراد بالبلدة المكان، {وَنُسْقِيَهُ} قراءة العامة بضم النون، وقرأ عمر بن الخطاب وعاصم والأعمش فيما روى المفضل عنهما نَسقيه (بفتح) النون.
نُسقيه من أسقى الرباعي، ونَسقيه من الثلاثي.
{مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا} أي بشراً كثيراً، وأناسي واحده إنسي، نحو جمع القرقور قراقير وقراقر في قول الأخفش والمبرد وأحد قولي الفراء، وله قول آخر: وهو أن يكون واحده إنساناً ثم تبدل من النون ياء فتقول: أناسي والأصل أناسين، مثل سرحان وسراحين وبستان وبساتين، فجعلوا الياء عوضاً من النون، وعلى هذا يجوز سراحي وبساتي لا فرق بينهما.
يعني مثل أناسي، ما دام جاز إبدال النون بالياء في أناسي يجوز أن يبدل ما كان على زينته كالبساتين والسراحين.
قال الفراء: ويجوز (أناسي) بتخفيف الياء التي فيما بين لام الفعل وعينه مثل: قراقير وقراقر.
يعني بياء وبدونها، مثل مفاتح ومفاتيح، ومساند ومسانيد، ومراسل ومراسيل .. الخ.