الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-: "قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} [(٢٩) سورة القصص]، فيه ثلاث مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ} قال سعيد بن جبير: سألني رجل من النصارى، أي الأجلين قضى موسى، فقلت: لا أدري حتى أقدم على حبر العرب فأسأله يعني ابن عباس، فقدمت عليه فسألته فقال: قضى أكملهما وأوفاهما، فأعلنت النصرانية، فقال: صدق والله هذا العالم، وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل في ذلك جبريل، فأخبره أنه قضى عشر سنين، وحكى الطبري عن مجاهد ...
. . . . . . . . . الموقوف معروف.
طالب:. . . . . . . . .
على كل حال الموقوف صحيح ما فيه إشكال والمرفوع اللي فيه الكلام ...
وحكى الطبري عن مجاهد، أنه قضى عشراً وعشراً بعدها، رواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، قال ابن عطية: وهذا ضعيف.
الثانية: قوله تعالى: {وَسَارَ بِأَهْلِهِ} قيل: فيه دليل على أن الرجل يذهب بأهله حيث شاء مما له عليها من فضل القوامية وزيادة الدرجة إلا أن يلتزم لها أمراً، فالمؤمنون عند شروطهم ...
يعني إذا اشترطت عليه ألا يسافر بها ليس له أن يسافر وفاءً بهذا الشرط، وكذلك إذا أرادها أن تسافر معه إلى سفر محرم، فهو مستثنى شرعاً.