{وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ} خلقاً وملكاً، {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [(٩١) سورة النمل]: أي من المنقادين لأمره الموحدين له، {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} [(٩٢) سورة النمل] أي وأمرت أن أتلو القرآن أي أقرؤه، فمن اهتدى فله ثواب هدايته، ومن ضل فليس عليّ إلا البلاغ، نسختها آية القتال، قال النحاس: وأن أتلوا نصب بـ (أن) قال الفراء: وفي إحدى القراءتين: {وأن اتلوا}، وزعم أنه في موضع جزمٍ بالأمر، فلذلك حذف منه الواو، قال النحاس: ولا نعرف أحداً قرأه هذه القراءة وهي مخالفة لجميع المصاحف، قوله تعالى:{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} [(٩٣) سورة النمل]، أي على نعمه وعلى ما هدانا {سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ} [(٩٣) سورة النمل]، أي: في أنفسكم وفي غيركم، كما قال:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ} [(٥٣) سورة فصلت]، {فَتَعْرِفُونَهَا} أي: دلائل قدرته ووحدانيته، في أنفسكم وفي السماوات وفي الأرض، نظيره قوله تعالى:{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [(٢٠ - ٢١) سورة الذاريات]، {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} وروى أهل المدينة وأهل الشام، وحفص عن عاصم: بالتاء على الخطاب، لقوله:{سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} [(٩٣) سورة النمل].
السياق سياق خطاب، الكاف هذه سيريكم خطاب، فتعرفونها: خطاب.
لقوله:{سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} فيكون الكلام على نسقٍ واحد، والباقون بالياء على أن يرد إلى ما قبله، فمن اهتدى فأخبر عن تلك الآية، كملت السورة والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.