لأن الكلام في معنى تقدير الذنب وإلزامه، وهذه الآية مثل قوله تعالى:{إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [(٤٠) سورة التوبة] والكلام فيهما واحد، وقد تقدم في (براءة) والحمد لله.
الرابعة: قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ} [(٤٠) سورة الحج] أي لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بنته أرباب الديانات من مواضع العبادات، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ...
طالب:. . . . . . . . .
أرباب الديانات.
طالب:. . . . . . . . .
ما بينته أرباب الديانات ما بينته؟
طالب: بنته.
عندك بنته؟
طالب: نعم.
شو عندك؟ ....
طالب: بنته. . . . . . . . .
عموماً المعنى واحد، بينته الديانات يعني وضحوه، ومن جراء هذا التوضيح تم البناء.
بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة، فالجهاد أمر متقدم في الأمم، وبه صلحت الشرائع، واجتمعت المتعبدات، فكأنه قال:(أُذن في القتال فليقاتل المؤمنون) ثم قوى هذا الأمر في القتال بقوله: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} [(٤٠) سورة الحج] الآية، أي لولا القتال والجهاد لتغلب على الحق في كل أمة ...
إذا كانوا لا يقاتلون عدوهم ولا يدفعون عن أنفسهم صاروا لقمةً صائغة لكل معتدي، ولكن الجهاد شرع لزرع الهيبة في قلوب الأعداء فلا يعتدوا، وزرع أيضاً لدفع من أراد أن يعتدي عليهم.
فمن استبشع من النصارى والصابئين الجهاد فهو مناقض لمذهبه، إذ لولا القتال لما بقي الدين الذي يُذب عنه، وأيضاً هذه المواضع التي اتخذت قبل تحريفهم وتبديلهم، وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام، إنما ذكرت لهذا المعنى، أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى الصوامع والبيع، وفي زمن محمد -عليه السلام- المساجد.
{لَّهُدِّمَتْ} [(٤٠) سورة الحج] من هدمت البناء أي نقضته فانهدم، قال ابن عطية: هذا أصوب ما قيل في تأويل الآية، وروي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: ولولا دفع الله بأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الكفار عن التابعين فمن بعدهم، وهذا وإن كان فيه دفع قوم بقوم إلا أن معنى القتال أليق كما تقدم، وقال مجاهد: ...