إن أردن تحصنا عن الزنا بهذا الشخص بعينه، أو أردن تحصناً عن الزنا مطلقاً؟ لأنها قد تريد التحصن عن الزنا بهذا الرجل الذي أكرهت عليه، فيتصور الإكراه لها وهي لا تريد التحصن لأنها تريد الزنا من غيره، فهذا وصف حينئذٍ كاشف لا مفهوم له، وحينئذٍ لا تكره على الزنا مطلقاً، إن أرادت التحصن أو لا تريد التحصن.
فهذا أمر في سادة وفتيات حالهم هذه، وإلى هذا المعنى أشار ابن العربي فقال: إنما ذكر الله تعالى إرادة التحصن عن المرأة؛ لأن ذلك هو الذي يصور الإكراه، فأما إذا كانت هي راغبةٌ في الزنا لم يتصور إكراه، فحصلوه، وذهب هذا النظر عن كثير من المفسرين فقال بعضهم قولَه:{إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} راجع إلى الأيامى، قال الزجاج والحسين بن الفضل: في الكلام تقديم وتأخير: أي وأنكحوا الأيامى والصالحين من عبادكم، إن أردن تحصناً، وقال بعضهم: هذا الشرط في قوله: {إِنْ أَرَدْنَ} ملغى ونحو ذلك مما يضعف، والله الموفق.
قوله تعالى:{لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [(٣٣) سورة النور] أي الشيء الذي تكسبه الأمة بفرجها، والولد ليسترقَّ فيباع، وقيل: كان الزاني يفتدي ولده من المزني بها بمائة من الإبل يدفعها إلى سيدها.
قوله تعالى:{وَمَن يُكْرِههُّنَّ} أي يقهرهن، {فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ} لهن {رَّحِيمٌ} بهن، وقرأ ابن مسعود وجابر بن عبد الله وابن جبير: لهنَّ غفور، بزيادة لهن ..
في كلام أبي حيان في البحر المحيط ما يفهم منه أن المغفرة هذه، فإن الله من بعد إكراههن غفور لهم، للمكرهين، رحيم بهم، لكن هذا مشروط بالتوبة، أما إذا أكرهوا فعليهم العذاب لا الرحمة ولا المغفرة، عليهم هذا الوعد.
وقد مضى الكلام في الإكراه في النحل، والحمد لله، ثم عدد تعالى على المؤمنين نعمه فيما أنزل عليهم من الآيات المنيرات، وفيها ضرب لهم من أمثال الماضين من الأمم، ليقع التحفظ مما وقع أولئك فيه.
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد.
طالب: العبد إذا أراد أن يسدد ما بقي عليه من النجوم دفعة واحدة له ذلك؟.
الشيخ: له ذلك، إيه لأن التنجيم من مصلحته، فإذا تنازل فالأمر لا يعدوه.