للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي الدرداء أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ويل للعالم من الجاهل، وويل للجاهل من العالم، وويل للمالك من المملوك، وويل للمملوك من المالك، وويل للشديد من الضعيف، وويل للضعيف من الشديد، وويل للسلطان من الرعية، وويل للرعية من السلطان، وبعضهم لبعض فتنة، وهو قوله: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [(٢٠) سورة الفرقان])) أسنده الثعلبي، تغمده الله برحمته.

إيش قال؟

طالب: قال: عزاه المصنف -رحمه الله- للثعلبي عن أبي الدرداء مرفوعاً، وأخرجه أبو نعيم بهذا التمام على التقديم والتأخير، وأبو يعلى من حديث أنس وإسناده منقطع، والأعمش لم يسمع من أنس -رضي الله عنه- فالإسناد ضعيف، والأشبه فيه الوضع، وهو في ضعيف الجامع.

وقال مقاتل: نزلت في أبي جهل بن هشام والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وعقبة بن أبي معيط وعتبة بن ربيعة والنضر بن الحارث حين رأوا أبا ذر وعبد الله بن مسعود وعماراً وبلالاً وصهيباً وعامر بن فهيرة، وسالماً مولى أبي حذيفة، ومهجعاً مولى عمر بن الخطاب، وجبراً مولى الحضرمي، وذويهم فقالوا على سبيل الاستهزاء: أنسلم فنكون مثل هؤلاء؟ فأنزل الله تعالى يخاطب هؤلاء المؤمنين: {أَتَصْبِرُونَ} على ما ترون من هذه الحال الشديدة والفقر؟ فالتوقيف بـ {أَتَصْبِرُونَ} خاص للمؤمنين المحقين من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- كأنه جعل إمهال الكفار والتوسعة عليهم فتنة للمؤمنين أي اختباراً لهم ولما صبر المسلمون أنزل الله فيهم: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا} [(١١١) سورة المؤمنون].

التاسعة: قوله تعالى: {وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [(٢٠) سورة الفرقان] أي بكل امرئ وبمن يصبر أو يجزع، وبمن يؤمن ومن لا يؤمن، وبمن أدى ما عليه من الحق ومن لا يؤدي، وقيل: {أَتَصْبِرُونَ} أي اصبروا، مثل: {فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} [(٩١) سورة المائدة] أي انتهوا، فهو أمر للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالصبر، قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا} [(٢١) سورة الفرقان] يريد لا يخافون البعث ولقاء الله، أي لا يؤمنون بذلك، قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>