للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الصحاح: والرس اسم بئر كانت لبقية من ثمود، وقال جعفر بن محمد عن أبيه: أصحاب الرس قوم كانوا يستحسنون لنسائهم السحق، وكان نساؤهم كلهم سحاقات، وروي من حديث أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن من أشراط الساعة أن يكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وذلك السحق)) وقيل: الرس ماء ونخل لبني أسد، وقيل: الثلج المتراكم في الجبال ذكره القشري، وما ذكرناه أولاً هو المعروف، وهو كل حفر احتفر كالقبر والمعدن والبئر، قال أبو عبيدة: الرس كل ركية لم تطوَ وجمعها رساس، قال الشاعر:

وهم سائرون إلى أرضهم ... فيا ليتهم يحفرون الرساسا

والرس: اسم وادٍ في قول زهير:

بكرن بكوراً واستحرن بسحرة ... فهن لوادي الرس كاليد للفمِ

ورست رساً: حفرت بئراً، ورسَّ الميت: أي قبر، والرس: الإصلاح بين الناس والإفساد أيضاً، وقد رسست بينهم فهو من الأضداد، وقد قيل في أصحاب الرس غير ما ذكرنا، ذكره الثعلبي وغيره.

{وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [(٣٨) سورة الفرقان] أي أمماً لا يعلمهم إلا الله بين قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الرس، وعن الربيع بن خثيم اشتكى فقيل له: ألا تتداوى فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أمر به؟ قال: لقد هممت بذلك ثم فكرت فيما بيني وبين نفسي فإذا عاد وثمود وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً كانوا أكثر وأشد حرصاً على جمع المال فكان فيهم أطباء، فلا الناعت منهم بقي ولا المنعوت، فأبى أن يتداوى فما مكث إلا خمسة أيام حتى مات -رحمه الله-.

قوله تعالى: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ} [(٣٩) سورة الفرقان] قال الزجاج: أي وأنذرنا كلاً ضربنا له الأمثال وبينَّا لهم الحجة، ولم نضرب لهم الأمثال الباطلة كما يفعله هؤلاء الكفرة، وقيل: انتصب على تقدير ذكرنا كلاً ونحوه؛ لأن ضرب الأمثال تذكير ووعظ، ذكره المهدوي والمعنى واحد، {وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا} أي أهلكنا بالعذاب، وتبَّرت الشيء: كسرته، وقال المؤرج والأحفش: {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا} [(٣٦) سورة الفرقان] تبدل التاء والباء من الدال والميم.

قال المؤرج والأحفش: {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا} تبدل التاء والباء من الدال والميم، دمرنا، تبّرنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>