وعن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما افتتح مكة رنّ إبليس رنّه وجمع إليه ذريته، فقال: ايئسوا أن تريدوا أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا، ولكن أفشوا فيهما -يعني مكة والمدينة- الشعر.
مخرج؟ خرجه؟
السادسة: قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} [(٢٢٥) سورة الشعراء] يقول: في كل لغو يخوضون ولا يتبعون سنن الحق؛ لأن من اتبع الحق وعلم أنه يكتب عليه ما يقوله تثبت ولم يكن هائماً يذهب على وجهه لا يبالي ما قال، نزلت في عبد الله بن الزبعرى، ومسافع بن عبد مناف، وأميةَ بن أبي الصلت، {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} [(٢٢٦) سورة الشعراء] يقول: أكثرهم يكذبون: أي يدلون بكلامهم على الكرم والخير ولا يفعلونه، وقيل: إنها نزلت في أبي عزة الجمحي حيث قال:
ألا أبلغا عني النبي محمداً ... بأنك حق والمليك حميدُ
ولكن إذا ذكرتُ بدراً وأهله ... تأوه مني أعظمٌ وجلودُ
ثم أستثنى شعر المؤمنين: حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وكعب بن زهير، ومن كان على طريقهم من القول الحق فقال:{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} [(٢٢٧) سورة الشعراء] في كلامهم، {وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} [(٢٢٧) سورة الشعراء] وإنما يكون الانتصار بالحق، وبما حده الله -عز وجل-، فإن تجاوز ذلك فقد انتصر بالباطل، وقال أبو الحسن المبرد لما نزلت:(والشعراء) جاء حسان وكعب بن مالك.