فليس فيه دليل البتة؛ بعني استدل بعضهم على دوران الأرض، لكن إذا دارت الأرض على فرض أنها تدور الأرض، هل نقول أن الجبال تمر مر السحاب؟ يعني هل الذي على وجه الأرض وهي تدور بهم مع غيره من المخلوقات وهذا على سبيل التنزل، يرى الجبال تمر مر السحاب؟ نعم أبداً، ليس في هذا ما يدل على ما ذهبوا إليه، أحياناً عند الجيولوجيين أشياء قد تكون بعضها مضحك، قد يقولون: أنكم لا تدركون مثل هذه الأمور، أحياناً يقول هذا جبل قديم جداً، جبل قديم، فيه جبال جديدة؟ قد يكون من الحجارة ما يتحجر، يطرأ عليه تحجر، أما جبل قديم أرسيت به الأرض يكون قديم أو حديث؟ فعلى كل حال يأتون بأحجار ويحددون أعمارها، هذا له خمسة ملايين سنة، والثاني مئة مليون سنة، وهذا له عشرة ملايين سنة، وإذا نظرت ما تجد الأعمار من ضمنها هذه الأحجار التي توجد في الأرض، والتحديد بهذه المدد المتطاولة لا شك أنه ... ، هم يستدلون عندهم مقدمات يقولون عليها نتائج قد لا نعرفها، لكن يبقى أن هذه الأمور لو كانت مما تنفع المسلم ويستفيد منها في دينه ودنياه لبينها الله -جل وعلا-.
طالب:. . . . . . . . .
الجبال أرساها، الأرض راسية، والشمس تجري، الأرض راسية راسية والشمس تجري، هذا ما عندنا مما في النصوص، وما عدا ذلك لا نتكلف به.
قال القشيري: وهذا يوم القيامة، أي هي لكثرتها كأنها جامدة، أي واقفة في مرأى العين، وإن كانت في أنفسها تسير سير السحاب، والسحاب المتراكم يُظن أنها واقفة وهي تسير، أي تمر مر السحاب حتى لا يبقى منها شيء، فقال الله تعالى:{وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} [(٢٠) سورة النبأ]، ويقال: إن الله تعالى وصف الجبال بصفاتٍ مختلفة ترجع كلها إلى تفريغ الأرض منها، وإبراز ما كانت تواريه، فأول الصفات.
يعني امتضت الحكمة من وجودها، إذا امتضت الحكمة من وجودها وإرساء الأرض وتثبيتها مرت بهذه المراحل.