للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إيه لأنه قال: كلام الله القديم من أصوات وهو ما يرون الصوت، شوفوا كل كلامهم مخالف، نعم، كلام الكلابي يقول: فهم كلام الله القديم من أصوات مخلوقة أثبتها الله تعالى في بعض الأجسام، ولتكن الشجرة، كما يقول المعتزلة، من أصوات مخلوقة أثبتها الله تعالى في بعض الأجسام، ويريد أن نطبقه عليه، يقول: كيف يقول أصوات وهو ما فيه أصوات بإدراك، خلق الله -جل وعلا- إدراك ما هو بسمع، إدراك خلقه الله تعالى خرقاً للعادة، وإلا فالأصل في الكلام ما يسمع.

أي يا موسى، أي في موضع نصب بحذف حرف الجر، أي بأن يا موسى إني أنا الله رب العالمين، نفي لربوبية غيره سبحانه، وصار في هذا الكلام من أصفياء الله -عز وجل-، لا من رسله؛ لأنه لا يصير رسولاً إلا بعد أمره بالرسالة، والأمر بها إنما كان بعد هذا الكلام.

قوله تعالى: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ} [(٣١) سورة القصص]، عطف على {أَن يَا مُوسَى} وتقدم الكلام في هذا في النمل وطه {مُدْبِرًا} نصب على الحال، وكذلك موضع قوله: {وَلَمْ يُعَقِّبْ} نصب على الحال {يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ} [(٣١) سورة القصص]، قال وهب: قيل له: ارجع إلى حيث كنت، فرجع فلف دراعته على يده فقال له المَلك: أرأيت إن أراد الله أن يصيبك بما تحاذر، أينفعك لفتك يدك قال: لا، ولكني ضعيف، خلقت من ضعف، وكشف يده فأدخلها في فم الحية فعادت عصا، {إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ} أي مما تحاذر.

قوله تعالى: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} [(٣٢) سورة القصص].

قد تقدم الكلام في العصا، مستوفى لكثير من منافعه في سورة طه، تقدم ذَكر المفسر هناك منافع وفوائد كثيرة للعصا، بالنسبة لسائر الناس، فضلاً عن موسى عليه السلام التي كانت فيها آية من آياته ومعجزة من معجزاته، فالعصا لها فوائد كثيرة، من أرادها يراجع التفسير في ما مضى في سورة طه، في الجزء الحادي عشر صفحة (١٨٥) تقدم هذا.

طالب:. . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>