وروى أبو عمارة عن أبي الفضل عن أبي بكر عن ابن كثير (فذآنيك) بالتشديد والياء، وعن أبي عمرو قال: لغة هذيل: (فذانيك) بالتخفيف والياء، ولغة قريش (فذانِك)، كما قرأ أبو عمرو وابن كثير، وفي تعليله خمسة أقوال: قيل: شدد النون عوضاً من الألف الساقطة في (ذانك)، الذي هو تثنية (ذا) المرفوع، وهو رفع بالابتداء، وألف (ذا) محذوفة لدخول ألف التثنية عليها، ولم يلتف إلى التقاء الساكنين؛ لأن أصله (فذانك) فحذف الألف الأولى عوضاً من النون الشديدة، وقيل: التشديد للتأكيد، كما أدخلوا اللام في ذلك.
قال مكي: وقيل: إن من شدد إنما بناه على لغة من قال في الواحد ذانك، فلما غنى أثبت اللام بعد نون التثنية، ثم أدغم في النون على حكم إدغام الثاني في الأول، والأصل أن يدغم الأول أبداً في الثاني إلا أن يمنع من ذلك علة، فيدغم الثاني في الأول، والعلة التي منعت في هذا أن يدغم الأول في الثاني أنه لو فعل ذلك لصار في موضع النون التي تدل على التثنية لامٌ مشددة فيتغير لفظ التثنية، فأدغم الثاني في الأول لذلك، فصار نوناً مشددة، وقد قيل: إنه لمَّا تنافى ذلك أثبت اللام قبل النون.