الثامنة عشرة: قوله تعالى: {وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [(٢) سورة النور] أي لا تمتنعوا عن إقامة الحدود شفقةً على المحدود، ولا تخففوا الضرب من غير إيجاع، هذا قول جماعة أهل التفسير، وقال الشعبي والنخعي وسعيد بن جبير {وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ} قالوا: في الضرب والجلد، وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: إقامة حدٍ بأرض خير لأهلها من مطر أربعين ليلة، ثم قرأ هذه الآية.
والرأفة أرقّ من الرحمة، وقرئ رأفة بفتح الألف على وزن فعلة وقرئ رآفة على وزن فعالى، ثلاث لغات، وهي كلها مصادر أشهرها الأولى من رأف إذا رقَّ ورحم، ويقال: رأفة ورآفة مثل كأبة وكآبة، وقد رأفت به، والرءوف من صفات الله تعالى العطوف الرحيم.
الطالب: هذا أثر أبي هريرة (إقامة حدٍ بأرض خير لأهلها من مطر أربعين ليلة) ما هو حديث أظن في حديث يا شيخ.
الشيخ: يروى مرفوع وإلا فالأصل أنه موقوف.
التاسعة عشرة: قوله تعالى: {فِي دِينِ اللَّهِ} أي: في حكم الله، كما قال تعالى:{مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ} [(٧٦) سورة يوسف] أي: في حكمه، وقيل:{فِي دِينِ اللَّهِ} أي: في طاعة الله وشرعه فيما أمركم به من إقامة الحدود، ثم قررهم على معنى التثبيت والحض بقوله تعالى:{إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} وهذا كما تقول للرجل تحضه: إن كنت رجلاً فافعل كذا، أي هذه أفعال الرجال.