للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَهُوَ وَاللَّهِ مِنْكَ قَرِيبٌ، أَنَا آتِيكَ بِهِ، فَآتَاهُ بِهِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: هُوَ ابْنُكَ.

قَالَ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَلا أَعْلَمُهُ.

وَلَدِي أَسْوَدُ؟ ! قَالَ: فَهُوَ ابْنُكَ، فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُهُ، إِذْ خَرَجَ أَسْوَدُ مِنَ الدَّارِ، فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ أَبُوكَ، فَدَخَلَ إِلَى أُمِّهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا.

قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ إِلا عُقُوبَةٌ بِنَفْيِكَ ابْنِكَ، أَيْ وَاللَّهِ لَقَدْ وَقَعَ عَلَيَّ وَقْعَةً وَهُوَ شَابٌّ رَأَيْتُهُ فَأَعْجَبَنِي فَعَلِقْتُ بِكَ

حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمٍ: قَالَ: قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْقَافَةِ: كَيْفَ أَنْتُمْ فِي الأَقْدَامِ؟ قَالَ: ذَلِكَ أَيْسَرُ الأَشْيَاءِ عَلَيْنَا، إِنَّ السُّرَّاقَ لَيَجُرُّونَ الأَكْيِسَةَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ لِيُخْفُوا آثَارَهُمْ فَنَعْرِفَهُمْ

حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ: " شَرَدَتْ لَنَا إِبِلٌ فَأَتَيْتُ حَلْبَسًا الأَسَدِيَّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ لِبُنَيَّةٍ لَهُ: خُطِّي.

فَخَطَّتْ وَنَظَرَتْ، ثُمَّ تَقَبَّضَتْ وَقَامَتْ، وَنَظَرَ حَلْبَسٌ فَضَحِكَ، فَقَالَ: أَتَدْرِي لِمَ قَامَتْ؟ قُلْتُ: لا.

قَالَ: رَأَتْ أَنَّكَ تَجِدُ إِبِلَكَ، وَأَنَّكَ تَتَزَوَّجُهَا، فَاسْتَحْيَتَ فَقَامَتْ.

قَالَ: فَخَرَجْتُ فَأَصَبْتُ إِبِلِي، ثُمَّ تَزَوَّجْتُهَا بَعْدُ

حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَائِدٍ، قَالَ: قَالَ شُرَيْحُ بْنُ الأَقْعَسِ الْعَنْبَرِيُّ: " عَزَبَتْ لِي إِبِلٌ وَأَتَيْتُ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَقُلْتُ: انْظُرْ لِي.

قَالَ: فَخَطَّطَ خُطُوطًا، فَقَالَ: تُصِيبُ إِبَلَكَ بِكُنَاسَةِ الْكُوفَةِ.

فَقُلْتُ: بَيِّنْ.

قَالَ: وَتَذْهَبُ عَيْنُكَ.

قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: وَتُزَوَّجُ امْرَأَةً أَشْرَفَ مِنْكَ.

قَالَ: فَخَرَجْتُ وَمَا شَيْءٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصُيبَ إِبِلِي، لِيَكْذِبَ فِيمَا قَالَ.

فَأَتَيْتُ الْكُنَاسَةَ، فَأَصَبْتُ إِبِلِي، وَخَرَجْتُ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَذَهَبَتْ عَيْنِي، وَحَجَجْتُ مَعَ ابْنَةِ قَيْسِ بْنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ.

فَقَالَتْ لِي مَوْلاةٌ لَهَا فِي الطَّرِيقِ: هَلْ لَكَ أَنْ تَزَوَّجَ مَوْلاتِي؟ قُلْتُ: وَدِدْتُ.

قَالَتْ: فَاخْطُبْهَا إِذَا قَدِمْتَ.

فَفَعَلْتُ، فَأَبُوا ذَلِكَ، لَمْ أَزَلْ حَتَّى زَوَّجُونِيهَا

حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: لَقِيَنِي إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأنَا لا أَعْرِفُهُ، وَلا يَعْرِفُنِي، فَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالَ: عَرَفْتُكَ بِشَبَهِ عَمِّكَ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ.

قَالَ: قُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ، وَأَيْنَ أَنَا مِنْ عَمِّي، وَعَمِّي رَجُلٌ ضَخْمٌ أَمْعَزُ، وَأَنَا آدَمُ نَحِيفُ الْجَسْمِ؟ .

قَالَ: فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: لَيْسَ الْقِيَاسُ عَلَى هَذَا

حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ: " أَقْبَلْنَا مِنْ مَكَّةَ مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَلَمَّا كُنَّا بِالثَّعْلَبِيَّةِ أَتَى رَجُلٌ مِنَّا حَلْبَسًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَخَطَّ لَهُ وَنَظَرَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ لا تَدْخُلُ الْكُوفَةَ حَتَّى تُصِيبَ مَالا.

فَلَمَّا صِرْنَا بالنَّجَفِ، تَلَقَّاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ: أَنْ أَخَاهُ مَاتَ فَوَرَّثَهُ مَالا كَثِيرًا، وَرَوَاهُ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي الْيَقظَانِ: تُصِيبُ مَالا مِعَ مُصِيبَةٍ

<<  <   >  >>