للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَسْلَمْةَ بْنِ مُحَارِبٍ، قَالَ: " خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، وَمَالِكُ بْنُ خِدَاشٍ الْخُزَاعِيُّ، غَازِيَيْنِ، فَمَرَّا بِامْرَأَةٍ وَعَلَيْهَا جَمَاعَةٌ، وَهِي تَخُطُّ لَهُمْ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَضَحِكَ مُسْتَهْزِئًا بِهَا، فَقَالَتْ: أَيُّهَا الضَّاحِكُ، أَمَا وَاللَّهِ لا تَخْرُجُ مِنْ سِجِسْتَانَ حَتَّى تَمُوتَ، فَيَتَزَوَّجُ هَذَا الرَّجُلُ امْرَأَتَكَ، وَأَشَارَتْ إِلَى عُمَرَ، فَمَاتَ بِسِجِسْتَانَ، وَتَزَوَّجَ امْرَأَتَهُ عُمَرُ، وَهِي رَمْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّ

حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ شَيخٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ: " مَرَّ زَيْدُ بْنُ الأَخْنَسِ بِرَجُلٍ يَضْرِبُ امْرَأَةٌ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ فَقَالَتْ أُمُّ الرَّجُلِ: إِنَّهَا أَتَتْهُ بِأَسْوَدَ ثُمَّ أَسْوَدَ، وَلَمْ يَكُ فِي جِنْسِهِ أَسْوَدُ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى ابْنِهَا، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ: لا تَضْرِبِ الْمَرْأَةَ، إِنَّمَا أُتِيتَ مِنْ قِبَلِ أُمِّكَ، أَبُوكَ عَبْدُكَ الَّذِي يَرْعَى عَلَيْكَ، ثُمَّ مَضَى.

قَالَ: فَسَأَلَ أُمَّهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَقَرَّتْ لَهُ أَنَّهُ أَبُوهُ وَمَرَّ زَيْدُ بْنُ الأَخْنَسِ وَافِدًا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَرَأَى صَبِيَّةً عَلَى مَاءٍ مِنَ الْمِيَاهِ، فَقَالَ: بِنْتُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَاللَّهِ.

فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا بُنَيَّةٌ لَكَ؟ ، مَرَرْتُ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، فَإِذَا هِيَ بِهِ؟ فَسَأَلَ عَنْهَا، فُوُجِدتَ مِنْ أَمَةٍ كَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ قَدْ وَطِئَهَا ثُمَّ خَرَجَتْ لِسَبَبٍ مِنَ الأَسْبَابِ.

عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، قَالَ: " أَتَى قَاضٍ مِنْ قُضَاتِنَا بِصَبِيٍّ قَدْ شَكَّ فِيهِ أَبُوهُ، فَدَعَا لَهُ الْقَافَةَ، فَقَالُوا: شَرِكَ فِيهِ بَرْبَرِيٌّ، فَسَأَلُوا أُمَّهُ، فَقَالَتْ: اشْتَرَانِي الْبَرْبَرِيُّ، ثُمَّ وَقَعَ بِي، ثُمَّ اشْتَرَانِي هَذَا، فَوَقَعَ بِي.

فَقَالَ الْقَاضِي: لَوْ كُنْتُمَا اجْتَمَعْتُمَا لَأَلْحَقْتُهُ بِكُمَا، فَأَمَّا إِذَا كُنْتَ وَحْدَكَ فَقَدْ أَلْحَقْتُهُ بِكَ ".

وَحَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: " حَجَجْتُ، فَصَحِبَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ لِيَ ابْنٌ أَشُكُّ فِيهِ، فَبَعَثَ إِلَى مُلَأهِ، فَلَمْ يَتْرُكُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ إِلا أَثَرَ فِيهَا أَثْرَةً وَأَثَرَ الْمَشْكُوكَ فِيهِ، فَلَمَّا قَضَيْنَا النُّسُكَ بَعَثَ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَنَظَرَ، فَقَالَ: هَذَا أَثَرُ الْمَشْكُوكِ فِيهِ، وَهَذَا أَبُوهُ، وَهَذِهِ أُمُّهُ، وَهَذَا أَخُوهُ حَتَّى أَلْحَقَهُ بِقَرَابَتِهِ مِنْ أَبِيهِ وَأَلْحَقَهُ بِأَبِيهِ

سَمِعْتُ الْمَدَائِنِيُّ، يَقُولُ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ وَلَّى الْحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ غَضِبَ عَلَيْهِ فَعَزَلَهُ وَبِيعَتْ أَمُوَالُهُ، فَاشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَمَةً لَهُ، فَلَمَّا أَرَادَهَا، قَالَتْ: إِنَّ ابْنَ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ قَدْ وَقَعَ بِي، وَبِي حَمْلٌ، فَكَفَّ عَنْهَا، فَوَضَعَتْ غُلامًا، فَخَرَجَ بِهِ إِلَى وَلَدِ الْحَسَنِ، فَخَرَجُوا جَمِيعًا، فَأَتَوْا وَالِيَ مَكَّةَ، فَبَعَثَ إِلَى شَيْخٍ مِنَ الْقَافَةِ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الْغُلامَ لَهُ نَسَبٌ يُلْحِقُهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ تَنْفِيهِ مِنْهُ.

<<  <   >  >>