للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَنِ اتَّبَعَ الأثرَ، ولأنَّ أحدًا لا يَستغني عن رحمةِ اللهِ، هكذا ذَكَرَ في "العنايةِ".

وإن كانَ يَدعو بدعواتٍ أُخَرَ جازَ، ولكن ينبغي أن يَدعوَ بدعواتٍ تُشبِهُ ألفاظَ القرآنِ، والأدعيةَ المأثورةَ، أي: المرويّةَ، ولا يَدعو بِما يُشبِهُ كلامَ الناسِ، كذا ذَكَرَ في "القدوريِّ" و "الهداية" وغيرِهما (١).

وما يُشبِهُ ألفاظَ القرآنِ مثلُ أن يقولَ: اللَّهُمَّ اِغفر لي ولوالديّ. والأدعيةُ المأثورةُ عن رسولِ الله مثلُ قوله: "اللَّهمَّ إِنِّي ظَلمتُ نفسي ظُلمًا كثيرًا وإنَّه لا يغفر الذنوبَ إلّا أنتَ، فاغفرْ لي مغفرةً من عندِكَ (٢) أنتَ الغفورُ الرحيمُ" (٣).

وقوله: "اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ الخيرَ كلَّه ما علمتُ منه وما لم أعلمْ، وأعوذُ بِكَ من الشرِّ (٤) ما علمتُ مِنْهُ وما لم أعلمْ" (٥).

ثمَّ تفسيرُ ما يُشبِهُ كلامَ الناسِ وما لا يشبهُ، فقالَ: ما لا يستحيلُ سؤالُه من العبادِ كقولهم: اللهمَّ زوجني فلانةَ: يُشبِهُ كلامَ الناسِ، كذا في "الهداية".

وما يَستحيلُ سؤالُه من العبادِ كقولِهِم (٦): اللهمْ اغفرْ لي: ليسَت من كلامِ الناسِ، كذا مذكورٌ في "الهدايةِ" و "العنايةِ".

"خف" لو قرأَ في القعدةِ الأخيرةِ آيةً أو آيتينِ بعدَ التشهُّدِ على وجهِ الدعاءِ؛


(١) في الأصل وفي (ص): (غيرها).
(٢) زاد في (ص) و (س): (إنك).
(٣) البخاري "الصحيح" باب: الدعاء قبل السلام، رقم: (٨٣٤).
(٤) زاد في (ص) و (س) (كله).
(٥) ابن ماجه "السنن" باب: الجوامع من الدعاء، رقم: (٣٨٤٦)، الحاكم "المستدرك" رقم: (١٩١٤)، قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
(٦) في (ص): (كقوله).

<<  <   >  >>