- يتعرّض للمسألة التي فيها قولٌ للإمام لكنّه لا يشير إلى قوله أحيانًا؛ مثال ذلك قوله: ("نه" قال في "المحيط": مِصرٌ له طريقان؛ أحدُهما: مسيرةُ يوم وليلةٍ، والآخرُ: مسيرةُ ثلاثة أيّامٍ ولياليها: إن أخذَ في الطَّريقِ الذي هو مسيرةُ يومٍ وليلةٍ: لا يَقصُرُ الصلاة، وإن أخذَ في الطريق الذي هو مَسيرة ثلاثةِ أيّامٍ ولياليها قصرَ الصلاةَ). وهذا خلافُ قول الإمامِ، ولم يُشِرْ المصنّف هاهنا لهُ، قال في المحيطِ البرهانيِّ (٢/ ٢٣): "وقال أبو حنيفةَ ﵀: إذا خرَجَ إلى مصرٍ في طريقٍ في ثلاثة أيامٍ، وأمكَنَهُ أن يصِلَ إليه في طريقٍ آخرَ في يومٍ واحدٍ قصَرَ".
وأخيرًا فمن خير ما نختم به هذه المقدّمةَ ما ختم به المصنّف كتابه هذا، حيث قال:(والكتاب كالمكلّف لا يرتفع عنه القلم)! وكلّما نظر الإنسان في كتابٍ؛ قال: لو كان هذا لكان أجود وأحسن.
هذا جهدٌ أردنا به وجه الله تعالى، وخدمةَ مذهبٍ من مذاهب أهل السنّة المعتمدَة في الفقه، وإظهارَ جهدِ عالمٍ من أتباع تلك المدرسةِ الفقهيّةِ العظيمةِ؛ ليكونَ لنا وله صدَقةً جاريةً وعلمًا ينتفع به، وستستمرُّ هذه السلسةِ بعونِ اللهِ تعالى في تحقيق نفائسَ ودُررٍ من الفقه الحنفيِّ، فينتفعَ بها الطلابُ والباحثون، ويجتهدَ في التعرّفِ إلى أسرارِ ما فيها المدقّقون والغوّاصون. فنسألُ الله تعالى أن يكتبَ له القبولَ في الأرضِ، وأن ينفعَ به الغادي والصادي.
وأنت أيّها القارئ الكريم يا طالب العلم؛ لا تنسَ أنّ هذا جهدٌ بشريٌّ معرّضٌ للنقص، مليءٌ بالخطأ، فأشِر إلينا بموضعِه، وراسلِ الدارَ الناشرَةَ ليتمَّ تداركُهُ في قابلِ الطبعات، ويأبى الله العصمةَ إلا لكتابه؛ فأقِلْ عثرتَنا، فالمرءُ مرآةُ أخيه، وإنّما