للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأحسنُ: أَن يَشرُعَ في السنّةِ، ثمَّ يكبرُ بالفرضِ (١)، فلا يكونُ مُفسِدًا للعملِ، ويكونُ مُنتَقِلًا من عملٍ إلى عملٍ، كذا ذُكِرَ في "الفتاوى الظهيرية".

"هد" يُصلِّي رَكعتَي الفجرِ عندَ بابِ المسجدِ. هذا يدلُّ على الكراهةِ في المسجدِ إذا كان الإمامُ في الصلاةِ.

والأفضل: في عامةِ السننِ والنوافلِ المَنزِلُ، كذا أيضًا ذكرَهُ في "مُختارِ الفتاوى"، إلّا التراويحَ.

"نه" قدمَ (٢) ذِكْرَ سُنّةِ الظهرِ في "المبسوط"؛ لأنَّ أَوَّلَ صلاةٍ فُرِضَت على النبيِّ صلاةُ الظهرِ (٣).


(١) في (س) و (ص): (بالفريضة).
(٢) سقط من الأصل ومن (س): (قدم).
(٣) الظاهرُ أنّ سببَ التقديمِ أنه صلاها أولًا، لا أنّها فُرِضَت عليه أولًا؛ فقد روَى عبدُ الرزّاقِ عن الحسنِ في "المصنفِ" (١/ ٤٥٣)، قال: "كانت أوّلَ صلاةٍ صلاها رسولُ الله : الظهرُ". ولذلك تُسمّى: الصلاةَ الأولى.
وفي كتابِ المواقيتِ من البخاريِّ برقم: (٥٩٩) من حديثِ أبي برزة الأسلميِّ، قال: (كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ - وَهِيَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْأُولَى - حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ [أَي تَزُولُ عَنْ وَسَطِ السَّمَاءِ] .. ).
قال ابن رجب: "في هذه الرواية: أنّ لصلاةِ الظهرِ اسمينِ آخرين: أحدهما: الهجير؛ لأنها تُصلَّى بالهاجرة. [وَهُوَ وَقْتُ شِدَّةِ الْحَرِّ] والثاني: الأولى. وقيل: سميت بذلك؛ لأنها أوّل صلاةٍ صلاها جبريلُ بالنبيِّ عند البيتِ، في أوّل ما فُرِضت الصلواتُ الخمسُ ليلة الإسراء". "فتح الباري" (٣/ ٨١).
وقال ابن دقيق العيد: "وإنما قيل لصلاة الظهر الأولى؛ لأنها أوّل صلاةٍ أقامها جبريلُ للنبيِّ على ما جاء في حديثِ إمامةِ جبريلَ ". "إحكام الأحكام" (١/ ١٦٧).

<<  <   >  >>