للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"تف" أمّا المِصرُ الجامِعُ؛ فقد ذكرَ الكرخيُّ: ما أُقيمَتْ فيه الحدودُ، ونُفِّذَت فيه الأحكامُ.

"تف" قد تكلَّمَ فيه أصحابُنا بأقوالٍ:

- رُوِي عن أبي حنيفةَ: المصرُ الجامِعُ هو بلدةٌ كبيرةٌ فيها مَحَلَّاتُ وأسواقٌ، ولها رساتيقُ (١)، وفيها والٍ يَقدِرُ على إنصافِ المَظلومِ مِنَ الظالمِ بحشَمِهِ وعَلَمِهِ (٢)، أو عَلَمِ غيرِه، ويَرجِعُ (٣) الناسُ إليه فيما وقعت لهم من الحوادثِ، وهذا هو الأصحُّ.

"خف" قال بعضُهم: أن يَعيشَ كلُّ مُحترِفٍ بحرفتِه من سنةٍ إلى سنةٍ من غيرِ أن يحتاجَ إلى حِرفةٍ أخرى، هكذا ذُكِرَ في "النهايةِ".

وفي بعضِ الشروحِ: إن وُجِدَ (٤) فيه كلُّ ما يحتاجُ إليه الناسُ عادةً.

"نه" لو اجتمعوا في أكبرِ مساجدِهم، لا يَسَعُهم: فهو مِصرٌ (٥).


(١) زيد في (س): (قرى).
(٢) العلَمُ: القوةُ والشأنُ والمغالبةُ والرفعةُ، جاء في تهذيبِ اللغةِ (٢/ ٢٥٤): "عالمَني فلان فعلَمتُه أَعْلُمُه بالضمّ، وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ من هَذَا الْبَابِ بِالْكَسْرِ فِي يفعِل فَإِنَّهُ فِي بَاب المغالبة يرجع إِلَى الرفع؛ مثل ضاربته فضربته أضربه". وفي الصحاح للجوهري (٥/ ١٩٩٠): "وأعْلَمَ الفارسُ: جَعَلَ لنفسِه علامةَ الشجعانِ، فهو مُعْلِمٌ.
قال الأخطلُ:
ما زالَ فينا رِباطُ الخيلِ مُعْلِمَةٌ … وفي كليبٍ رباطُ اللؤمِ والعارِ".
(٣) في (ص): (رجع).
(٤) في (ص): (أن يوجد).
(٥) زاد في (س) و (ص): (جامع).

<<  <   >  >>