للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُخرِجَ صدقةَ الفطرِ إن كان غنيًّا.

"تف" أمّا في عيدِ الأضحَى، فإنْ كانَ في الرَّسَاتِيقِ (١): يَذبَحُ حينَ أصبحَ، ويذوقُ منه، وفي المِصْرِ: لا يَذبَحُ حَتَّى يَفرغَ من صلاةِ العيدِ، ولا يذوقُ في أوَّلِ اليومِ حتَّى يكونَ تناولُهُ من القرابينِ.

"نه" لا يُكبِّرُ جهرًا عندَ أبي حنيفةَ في الطريقِ الذي يَخْرُجُ منه إلى عيدِ الفطرِ، هكذا صرَّح صاحِبُ "الهدايةِ" بالجهرِ في "التجنيسِ"، وكذلكَ في "مبسوطِ" شيخِ الإسلامِ و"تحفةِ الفقهاءِ" و "زادِ الفقهاءِ" و "الخلاصةِ": مُقيَّدًا بالجهرِ.

"تف" عندَ أبي يوسفَ ومُحمَّدٍ: يكبِّرُ جهرًا في طريقِ المُصلَّى يومَ عيدِ الفطرِ.

والصحيحُ: قولُ أبي حنيفةَ.

"نه" وذَكَرَ في "مبسوطِ" شيخِ الإسلامِ اختلافَ الروايتينِ عن أبي حنيفةَ، فقالَ: رَوى المُعلَّى (٢) عن أبي (٣) حنيفةَ (٤): لا يُكبِّرُ جهرًا في طريقِ المُصلَّى في عيدِ الفطرِ.


(١) الرستاق: الأرض الزراعيّة، قال الرازي في مختار الصحاح (ص: ١٢٢): "الرستاق فارسيٌّ معرَّب، ويُقالُ: (رُسداق) أيضًا، وهو السوَادُ، والجمعُ (الرساتيقُ)، وفي تهذيب اللغة (٩/ ٢٩٣): (سردق): وَقَول الله جلّ وعز: ﴿أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾ [الْكَهْف: ٢٩]، في صفة النَّارِ أعاذنا الله مِنْهَا. قال أبو إسحَاق: صار عليهِم سرادِقٌ مِن العَذاب … قال: والسُّرادِق: كلُّ ما أحاط بِشَيْء نَحْو الشُّقّة في المضْرِبِ، أَو الحائِطِ المشتَمِل على الشَّيء … وقال ابن السكّيت: هو الرُّسُداق، والرُّزْداق، ولا تقل رُسْتاق وكلُّ صفٍ رَستَقٌ ورَزْدقٌ. وقال ابن سيدَه في المخصّص (١/ ٥٠٤): "ابن السّكيت: الرُّزْداق والرُّسْتاق فارسيُّ مُعَرَّبٌ، ألحقُوه ببِناءِ (قُرْطاسٍ) ".
والذي يكون في الرستاق لا يجمّع ولا يصلّي العيد، ولذا فإنّه يذبح ويأكل حين يُصبح؛ أي: بعدّ صلاةِ الصبحِ.
(٢) (معلى بن هلال بن سويد الحضرمي، أبو عبد الله الطحان) "الجامع لعلوم الإمام أحمد" (١٩/ ١٨٤).
(٣) زاد في (س) و (ص): (يوسف عن أبي).
(٤) زاد في (ص): (أنه).

<<  <   >  >>