للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"هد" يُستحَبُّ للإمام المُسافِرِ إذا سلَّمَ أن يقولَ: أتمُّوا صلاتَكم؛ فإنَّا قَومٌ سَفْرٌ (١)؛ أي: مُسافِرون.

وذَكَرَ في "العنايةِ": هذا يدلُّ على أنَّ العِلمَ بحالِ الإمامِ - بكونِه مُقيمًا أو مُسافِرًا - ليس بشرطٍ.

كذا أيضًا في "النهايةِ"؛ لأنَّهم إنْ علِموا أنَّ الإمامَ مُسافِرٌ: فقوله هذا عَبثٌ، وإن (٢) علموا أَنَّه مُقيمٌ: كان كذبًا؛ يدلُّ (٣) على أنَّ المرادَ به: إذا لم يعلَمُوا حالَه.

وهو مُخالِفٌ لِما ذُكِرَ في "فتاوى قاضي خان" (٤) وغيرِه: أنَّ من اقتدَى بإمامٍ، ولا يدرِي أَنه مُقيمٌ أو مُسافِرُ: لا يَصحُّ اقتداؤه، هكذا أيضًا مذكورٌ في "النهايةِ".

وروايةُ "الهدايةِ" تدلُّ على أَنَّها (٥) يَصحُ الاقتداءُ بإمامٍ، وإنْ لم يُعَرِّف بحالِه أَنَّه مُسافِرٌ أو مُقيمٌ.

وذُكِرَ في "العنايةِ": التَّوفيقُ بينَهما: ما قيل: إنَّ ذلك محَمولٌ على ما إذا بنوا أوامرَ (٦) الإمامِ على ظاهِرِ حالِ الإقامةِ، والحالُ أَنَّه ليسَ بِمُقيمٍ، وَسَلَّمَ على رأس الرَّكعتينِ، وتَفرَّقوا على ذلك؛ لاعتقادِهم بفسادِ صلاةِ الإمامِ، وأمّا (٧) إذا علِمُوا


(١) هي بفتح السين وسكون الفاء، قال في شمس العلوم (٥/ ٣٠٩٧): السَّفْرُ: القومُ المسافرونَ جمعُ سافِرُ، مثل صاحبٍ وصَحْبٍ. قالَ ابن دريدٍ: رجل سَفْرٌ، وقوم سَفْر.
(٢) في (س): (فإن).
(٣) في (ص): (فدلَّ).
(٤) في (س): (الفتاوى).
(٥) في (س) و (ص): (أنَّه).
(٦) في (ص): (أمر).
(٧) في (س): (فأما).

<<  <   >  >>