للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الإقامةِ شهرًا، فجعلت أُتِمُّ الصلاةَ، فلقيَني بعضُ أصحابِ أبي حنيفةَ، فقال (١) لي: أخطأتَ، فإِنَّكَ تَخْرِجُ إِلى مِنًى وعرفاتٍ.

فلمّا رَجَعتُ من منًى؛ بدا لصاحبي (٢) أنْ يَخرجَ؛ فعزمتُ على الإقامةِ شهرًا (٣) على أنْ أصاحِبَه، فجعلْتُ (٤) أقصُرُ الصلاةَ، فقال لي صاحِبُ أبي حنيفةَ: أخطأتَ فإنَّكَ مُقيمٌ بمكّةَ، فما لم تَخرُج (٥) منها لا تكونُ (٦) مُسافِرًا، أخطأتَ في مسألةٍ في موضعين.

فلم ينفعْني ما جمعْتُ من الأخبارِ، فدخلْتُ في مَجلِسِ محمَّدِ بن الحسنِ الشيبانيِّ، واشتغلْتُ بالفقهِ، كذا في "المبسوطِ" و "فتاوى (٧) الظهيريّة".

"كا" الأوطانُ (٨) ثلاثةٌ (٩):


(١) في (س): (قال).
(٢) في الأصل وفي (س): (صاحبي).
(٣) قوله: (على الإقامة شهرًا) سقط من (س) و (ص).
(٤) زيد في (س): (أن).
(٥) في الأصل وفي (س): (يخرج).
(٦) في الأصل: (يكون).
(٧) في (س): (والفتاوى).
(٨) زيد في (س): (كلها).
(٩) قال في كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (٢/ ١٨٠٠): (الوطن: وهو عند أهل الشرعِ أنواعٌ: الأوّل: الوطنُ الأصليُّ ويُسمَّى بالأهليِّ؛ ووطنِ الفطرةِ والقرارِ أيضًا: هو أن يكونَ مولِدُهُ ومأهَلُهُ ومنشؤهُ؛ كما في "المضمرات"، وهذا أحسن ممّا في "المحيطِ" وغيرِه من الاختصارِ على الأهلِ والولِد؛ لكونه أبعدَ من الخلافِ، ففي آخر "الظهيريّةِ": قيلَ لرَجُلٍ: من أينَ أَنتَ؟ قال: من البصرةِ عندَ أبي حنيفةَ، ومن الكوفةِ عندَ أبي يوسفَ، فإنّه تولّدَ في البصرةِ ونشأ بالكوفةِ؛ فهو [الإمامِ أبا حنيفةَ] يعتبِرُ التولّدَ، وأبو يوسفَ يعتبرُ النشءَ. =

<<  <   >  >>