للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خطيئاتي بفضله ورحمته، ولمن يَنظرُ فيه.

فمَن وجدَ فيه سَبقًا من اللسان، وسهوًا في البيانِ، وغَلَطًا من القلمِ والبَنانِ، فلْيحمِلْ على أنَّ الله تعالى وَسَمَ عقلَ الإنسان بالعجز والنُّقصانِ، وأَلزِمَ فَصَحَاتِ الألسُنِ وصفَ الحصرِ في حِليةِ (١) البيانِ.

ولْيسترْ عليها ذيلَ (٢) العفوِ والإغماضِ، ولْيجتنبْ عن فتحِ بابِ النظرِ والاعتراض، بل يصلحُها بنظرهِ الصائبِ وفِكرِه الثاقبِ، خصوصًا كنتُ في إباءٍ (٣) من تأليفٍ (٤) على جناح السَّفرِ وجَوْبِ البلاد في كَورِ الرومِ وصَياصِيْها (٥) مع تَفْرقةِ الخاطِر وجمودِ الفكر وفُتُورِ الإدراكِ من عناء (٦) الطريقِ وتعبِ السفر.

فإنِّيِ للخطايا لمقْترِفٌ، وبالقصورِ والعجزِ لمعْترِفٌ، ولكنْ ليس لي في هذا المختصرِ من الاختراع إلا نقلُ رواياتِه، وجمعُ متفرِّقاتِه، وإظهارُ المرادِ بدفع احتمالاتِه، وَحَلِّ مشكلاتِه في معانيهِ وعباراتهِ لِمَا أشار إليه الشروحُ وسمعتُ من الثِّقات، دلالةً لطالبيه وتسهيلًا لمقتبسِيْه.

و (٧) لمّا قَرُبَ سوادُه إلى الإتمام: ابتدأ (٨) يخطرُ ببالي في كلِّ أحوالي


(١) في (س): (جلسة). وفي الأصل: (حلبة)
(٢) في (ص): (ذليل).
(٣) في الأصل: (آناء) وبهامشها نسخة (إباء).
(٤) سقط من (ص) قوله: خصوصًا كنت في إباءٍ من تأليف.
(٥) سقط من (ص) قوله: في كور الروم وصياصيها.
(٦) والغَباءُ: الخَفاءُ من الأرضِ. القاموس المحيط (ص: ١٣١٧)، وفي (س): عياء، وهو التعب.
(٧) سقط من (ص) حرف العطف (الواو).
(٨) في (س): (ابتداءً).

<<  <   >  >>