للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُكرَهُ مدُّ الرجلينِ إلى القِبلةِ عمدًا في النومِ وغيرِه، كذا في الجامعِ الصغيرِ".

ولا ينبغي للشيخِ الجاهلِ أنْ يَتقدَّمَ على الشابِّ العالمِ في المشيِ والجُلوسِ والكلامِ.

وقدِ اتَّفقَ العلماءُ على أنْ ينوي المُتعلِّمُ بطَلَبِ العلمِ: رضا الله تعالى، والدارَ الآخرةَ، وإزالةَ الجهلِ عن نفسِهِ وعن سائرِ الجُهّالِ، وإحياءَ الدينِ، وإبقاءَ الإسلامِ؛ فإنَّ بقاء الإسلامِ بالعِلمِ.

ولا يَصِحُّ الزُّهْدُ والتقوى والعبادةُ والسلوكُ إلى اللهِ تعالى مَعَ الجهلِ؛ لما رُويَ عن النبيِّ أنَّه قالَ: "الجهلُ أقربُ إلى الكُفْرِ من بياضِ العَينِ إلى سَوادِها (١)، وهذا الحديثُ مذكورٌ في "خُلاصةِ الحقائق".

ثمَّ العِلمُ فريضةٌ وفضيلةٌ:

فالفريضةُ: ما لا بُدَّ للإنسانِ من مَعرفتِه؛ ليقوم بواجب حق الدين، كذا في "خُلاصةِ الفتاوى" وغيرِه.

والفضيلةُ: ما زادَ على قَدْرِ الحاجة ممَّا يُكسبه فضيلةً في النفسِ.

فالعِلمُ الَّذي هو فريضةٌ: لا يَسَعُ الإنسان جهله؛ على ما رُوي عن أنس بنِ مالِكٍ أَنَّه قالَ: قالَ رسول الله : "اطلُبوا العِلمَ ولو بالصينِ" (٢)،


(١) لم ينسبه أحد إلى النبي ورد في بعض المصادر على أنَّه خبر وليس كل خبر حديث كما قال ابن حجر .
(٢) رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" برقم: (٢٠)، ورواه البزَّار في "مسنده البحر الزخار" برقم: (٩٥)، قال: (لَا يُعرَفُ أَبو العَاتِكَةِ وَلَا يُدرَى مِن أَينَ هُوَ، فَلَيسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلٌ)، الخُسْرَوجِردي "المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي" باب: العلم الذي لا يسع البالغ العاقل جهله، برقم: (٣٢٥) قال: (هَذَا حَدِيثٌ مَتْنُهُ مَشْهُورٌ، وَأَسانِيدُهُ ضَعِيفَةٌ، لَا أعرِفُ لَهُ إِسْنَادًا يَثْبُتُ بِمِثْلِهِ الْحَدِيثُ).

<<  <   >  >>