للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمَن لم يتعلَّمِ العِلمَ لا يتأتَّى له أحكامُ العباداتِ (١) والقيامُ بحقوقِها، ولو أنَّ رجلًا عَبَدَ اللهَ تعالى عبادةَ ملائكةِ السماءِ بغيرِ علمٍ: كانَ مِنَ الخَاسِرِينَ، كذا قالَ الإمامُ الغزالي في كتابِه "منهاجُ العابِدِينَ".

فتشمَّرْ في طَلَبِ العلمِ الَّذي لا بُدَّ لكَ مِنْهُ، واجتنبِ الكسلَ والمِلالَ، وإلّا فأنتَ في خَطرِ الضلالِ.

رَوى عبدُ الله بنُ عُمَرَ ، عنْ رسولِ اللهِ أنَّه قالَ: "ما عُبِدَ اللهُ بشيءٍ أفضلَ من فقهٍ في الدينِ" (٢).

وسُئِلَ أبو يوسفَ : بِمَ أدركْتَ العلمَ؟ قال: ما استنكفْتُ من الاستفادِة، وما بخلْتُ مِنَ الإفادةِ.

وقد كان لمُحمَّدِ (٣) بنِ حسنٍ (٤) الشيبانيِّ مالٌ كثيرٌ حَتَّى كَانَ لَهُ ثلاثمئةٍ من الوُكلاءِ على مالِه، فأنفقَ كُلَّهُ في تعلُّمِ الفِقهِ، ولم يبقَ لهُ ثوبٌ نفيسٌ، فرآهُ أبو يوسفَ في ثوبٍ عتيقٍ، كذا ذُكِرَ في "آدابِ المُتعلِّمينَ".

وقيل: رُؤيَ مُحمَّدُ بنُ الحسنِ الشيبانيُّ (٥) في المنامِ بعدَ وفاتِه، وقيلَ (٦) لهُ:


(١) في (س) و (ص): (العبادة).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" برقم: (٦١٦٦)، وقال الهيثميُّ: (رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يزيد، بن عياض، وهو كذاب)، وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" برقم: (٤٨٧).
(٣) في (س): (محمَّد).
(٤) في (ص): (الحسن).
(٥) قوله: (الشيباني): سقط من (س) و (ص).
(٦) في (ص): (قيل).

<<  <   >  >>