للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تاليةٌ للإيمانِ (١)؛ لأنَّ المُصلِّي هو تالي (٢) السابقِ (٣).

- وأمّا عِلمُ القلبِ: فهو عِلمٌ ذَوقيٌّ (٤) ووُجدانيٌّ، لا يُمضَغُ تحتَ ألسنةِ (٥) الأقلامِ، ولا يُحيطُهُ (٦) الدفاترُ والأوهامُ، إلّا أنِّي أشيرُ إلى أنموذجٍ من آدابِ سُلوكِ العلمِ الباطنيِّ.

وهذا العلمُ بمُقابلةِ العلمِ الظاهِرِ، بمَنزلةِ الثمرِ للشجرةِ، فالشرفُ للشجرةِ (٧)؛ إذْ هو الأصلُ، لكنَّ الانتفاعَ والتمتُّعَ بثمرتِها، أو بمثابةِ المِسكِ وروائحِ (٨) الطيِّبةِ (٩) سيفوحُ عِطرُه في (الباب العاشرِ) في (معاملةِ أولي الألبابِ)، وبهذا يُختَم الكتابُ، فليَطلُبِ الطالبونَ كما قالَ اللهُ تعالى: ﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: ٢٦].

وقد رُويَ عن النبيِّ أنَّه قالَ: "اطَّلَعْتُ ليلةَ المِعراجِ على أهلِ النارِ، فرأيْتُ أكثرَها (١٠) الفقراءَ" قالوا: يا رسولَ اللهِ مِنَ المالِ؟ قال: "لا، بل من العلمِ"؛


(١) في (ص): (الإيمان).
(٢) في (س) و (ص): (التالي).
(٣) في (ص): (للسابق).
(٤) في (س): (روحي).
(٥) في (س) و (ص): (أسنَّة).
(٦) في (س): (يحيط).
(٧) في (س) و (ص): (للشجر).
(٨) في (س): (ورائح)، وفي (ص): (بين روائح).
(٩) في (س) و (ص): (الطيب).
(١٠) في (س) و (ص): (أكثر أهلها).

<<  <   >  >>