للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثمَّ أعلم (١) أيُّها الطالبُ السالِكُ: لا يحصلُ لكَ المقصودُ (٢)، إلَّا بعدَ تَصفيَةِ الباطِنِ، ولا يَحصلُ (٣) التصفيةُ إلَّا بعدَ انتفاءِ (٤) الهواجسِ الشهوانيَّةِ الشيطانيَّةِ، ولا يَنتفي (٥) الهواجِسُ (٦) الشيطانيَّةُ إلَّا بالجوعِ والعطشِ؛ لقولِهِ : "إنَّ الشيطانَ يَجرِي مِنَ ابنِ آدمَ مَجْرَى الدَّمِ" (٧)، فَضَيِّقوا مجراهُ بالجوعِ والعطشِ.

وقال : "ضَحِكُ الجوعِ (٨) خيرٌ من بُكاءِ الشبعان" (٩).

[وقال الحكماءُ: إذا جاعَتِ الأجسادُ: صارَتِ الأجسادُ أرواحًا، وإذا شَبِعَت: صارت الأرواحُ أجسادًا] (١٠).


(١) في (ص): (واعلم).
(٢) (ص): (المطلوب).
(٣) في (س): (تحصل).
(٤) زيد في (ص): (كدورات).
(٥) في (س): (تنتفي).
(٦) زيد في (ص) (الشهوانية).
(٧) البخاري "الصحيح" باب: (الشهادة تكون عند الحاكم) برقم: (٧١٧١).
(٨) في (س) و (ص): (الجائع).
(٩) لم أجده فيما بين يدي من مصادر حديثيّة، ولعلّ فيه قلبًا، فقد يكون (بكاءُ الجوعِ خيرٌ من ضحِكِ الشبعانِ) أي أن الجائع وإن كان يبكي فهو خير من الشبعان وإن كان يضحك، وفيه معنى تفضيل الفقر على الغنى، وهو من مجاهدات الصوفيّة ولا يستقيم ذلك لكلّ الأمّة، بل لا بدّ للأمة من أغنياء ينفقون ويتصدّقون، ولا بدّ لها من مالٍ تتقوّى به على احتياجات الدول للنفقة على المرافق العامّة وعلى أفرادها، وعلى الإعداد لإرهاب أعداء الله تعالى وأعدائنا.
(١٠) ما بين معقوفين سقط من (ص).

<<  <   >  >>