للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشبليُّ (١): ما جِعتُ للهِ يومًا إلَّا رأيتُ (٢) قَلبِي بابًا مفتوحًا مِنَ الحِكمةِ، ومَا (٣) رأيتُهُ قطُّ.

وقال أهلُ الرياضةِ: إنَّ الشبَعَ يَسُّدُ بابَ المكاشفةِ للسالِكِ، والجوعُ والعطشُ يكشِفُها.

قيل لأبي يزيدَ البُسطاميِّ : بِمَ نِلتَ هذه المعرفةَ؟ قالَ: ببطنٍ جائعٍ، وجسدٍ عارٍ.

وقالَ بعضُ المشايخِ: إِنَّ الله تعالى ما جَذَبَ أحدًا (٤) مِنَ الأولياءِ إِلَّا بالجوعِ والعطشِ (٥).

وَحُكي أنَّ (٦) إبراهيمَ بنَ أدهمَ (٧):


(١) (دلف بن جحدر الشبلي: ناسك، كان في مبدأ أمره واليًا في دنباوند من نواحي رستاق الريّ، وولي الحجابة للموفق العباسيّ، وكان أبوه حاجب الحجاب، ثم ترك الولاية وعكف على العبادة، فاشتهر بالصلاح). له شعر جيد، سلك به مسالك المتصوفة، أصله من خراسان، ونسبته إلى قرية (شبلة) من قرى ما وراء النهر تـ: (٣٣٤ هـ) "الأعلام" (٢/ ٣٤١).
(٢) زيد في (ص): (في).
(٣) في (س) و (ص): (ما).
(٤) في (ص): (واحدًا).
(٥) مكان قوله: (والعطشِ) في (ص) قوله: (ولا طُويَتْ لهم الأرضُ إلا بالجوعِ، ولا ولّاهُمُ اللهُ تعالى إلا بالجوعِ)، وسقَطَ من (س).
(٦) في الأصل: (ابن).
(٧) زيد في (ص): (كان)، (إبراهيم بن أدهم بن منصور، التميمي البلخي أبو إسحاق: (زاهد مشهور، كان أبوه من أهل الغنى في بلخ، فتفقه ورحل إلى بغداد، وجال في العراق والشام والحجاز، وأخذ عن كثير من علماء الأقطار الثلاثة تـ: (١٦١ هـ) "الأعلام" (١/ ٣٠).

<<  <   >  >>