للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هاشم بن عبد مناف رسولُ الله تعالى؛ لقوله تعالى لنبيِّه محمدٍ : ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٨].

فبلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة.

فكذَّبوه، فأظهر (١) الله تعالى لصدق دعواه على يديه المعجزاتِ الباهرات: كانشقاقِ القمر، وانجذاب الشَّجر، وتسليمِ الحجرِ عليه، ونبعِ الماءِ من بين أصابِعه، وحنينِ الخشبِ، وشهادةِ الشاةِ المصْليَّةِ (٢) المسمومةِ، وإشباعِ الخلقِ الكثيرِ بالزّادِ القليلِ، والإخبارِ من المغيَّبات … وغير ذلك.

وأظهرُها (٣): القرآنُ الباقي على صفحاتِ الدَّهر، فهو من أعجب الآياتِ وأَبْيَنِ الدلالات، الذي عجز أهل الوبر والمدر، بل جميعُ الجنِّ والبشر عن الإتيان بما يوازي أقصرَ سورة منه أو يُداني، كما قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: ٨٨].

وإذا ثبت نبوُّةُ رسولِنا ثبت نبوّةُ سائرِ الأنبياء والمرسلين بإخبارِه؛ لأَنَّهُ صادقٌ في كلّ ما يقول.

والرسلُ والأنبياءُ مع علوِّ درجاتِهم بعضُهم قد فُضِّل على بعض، قال الله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [البقرة: ٢٥٣].


(١) في (ص): (فأظهره).
(٢) صَلَيتُ اللحم شويتُهُ، كتاب العين للفراهيديّ، باب الصاد واللام ومعهما (و أ ي) (٧/ ١٥٥)، وغريب الحديث، للقاسم بن سلام (٢/ ٣٥).
(٣) في الأصل: (إظهارها).

<<  <   >  >>