للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والرَّسولُ أفضلُ من النَّبيِّ؛ إذ الرَّسول صاحبُ الشَّريعة، والنبيُّ كالخليفةِ والمُعيدِ والمكرِّر له لنصرة شريعتِه.

وكلُّ رسولٍ نبيٌّ رفيعُ القدر مخبِرٌ من الله تعالى، من غير عكس.

ولا يجوز تفضيلُ بعضِ الأنبياء على البعضِ على التعيين، ولكن يُقال: الرَّسول (١) أفضلُ من النبيّ، وأولو العزم - يعني: صاحب الكتاب - من غيرهم، ونبيُّنا محمد أفضلُ من الكلِّ.

ولا يقال: إنَّ مُحمَّدًا أفضلُ من يونسَ وغيره على التعيين؛ إذ فيه إيهامُ نقصِ المفضَّلِ عليه.

وعددُ جميعِ الأنبياءِ والرسلِ غيرُ معلومٍ للبشر، وأوّلُ الأنبياء آدمُ ، وآخرُهم محمدٌ رسولُ الله (٢) .

والإيمانُ بمحمَّدٍ إيمانٌ بجميعِ الأنبياءِ والمرسلينَ، وإيمانٌ بجميعِ الكتبِ السماويّةِ، وإيمانٌ بيومِ القيامة وما فيه.

والإيمانُ: هو الإقرارُ باللسانِ، والتصديقُ بالجَنان.

وقال الإمام أبو منصور الماتريديُّ (٣): الإيمانُ عبارةٌ عن مجرَّد التصديقِ، والإقرارُ لإجراءِ الأحكامِ (٤).


(١) في (ص): (الرسول).
(٢) سقط من (س) والأصل: (رسول الله).
(٣) محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي، إمام الهدى نسبته إلى ما تريد - محلة بسمرقند - توفي سنة (٣٣٣ هـ). تاج التراجم (ص: ٢٤٩)، الأعلام: (١٥/ ٣٦).
(٤) أي لإجراء الأحكام في الدنيا، أمّا أحكام الآخرة فإنّها تجري بمجرّد الإيمان القلبيّ.

<<  <   >  >>