للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام فخرُ الإسلامِ (١) محمدٌ الغزاليُّ: لقدْ (٢) حلَّتِ العُزلَةُ في زمانِهِ، ففي (٣) زمانِنَا هذا وَجَبَتْ وافتُرِضَتْ.

وعن سُفيانَ : أَنَّهُ كَتَبَ إلى عبَّادٍ الخوّاصِ: أمَّا بعدُ، فإِنَّكَ في زمانٍ كانَ أصحابُ النبيِّ يَتعوَّذُونَ باللهِ مِنْهُ مِنْ أن يُدرِكُوهُ فيما بَلَغَنا، ولهمْ مِنَ العلمِ ما لَيْسِ لنا، فكيفَ بِنا حينَ أدركناهُ على قلَّةِ علمٍ، وقلَّةِ صبرٍ، وقِلَّةِ أعوانٍ على الخيرِ، وكَدَرٍ فاسدٍ (٤) بينَ (٥) الناسِ؟!

وقال بعضُ السالكينَ (٦): العُزلَةُ ضَمادٌ يَلتَئِمُ به جراحاتُ تَفرِقَةِ الخواطرِ (٧)، وذِكْرُ اللهِ شِربَةٌ تَشفِي مرضَ القلبِ.

كما قال (٨) الكاملُ المكمَّلُ نجمُ الدينِ الكُبَرَاءُ (٩): أَنَّ كلمةَ (لا إلهَ إِلَّا اللهُ)، معجونٌ مركَّبٌ مِنَ النفيِ والإثباتِ، فالنفيُ (١٠).


(١) قوله: (فخر الإسلام): سقط من (ص).
(٢) في (ص): (لئن).
(٣) في (س): (وفي).
(٤) في (س): (وفساد).
(٥) قوله: (فاسد بين) هو في (ص): (وكذر من الدنيا وفساد من).
(٦) في (ص): (الصالحين).
(٧) في (ص): (الخاطر).
(٨) زيد في (ص): (الشيخ).
(٩) (أحمد بن عمر بن محمد، أبو الجنّاب؛ (بالتشديد)، الخيوقي (بكسر الخاء) الخوارزمي، نجم الكبراء، المشتهر بنجم الدين الكبري: شيخ خوارزم في عصره من علماء الصوفية تـ: (٦١٨ هـ) "الأعلام" (١/ ١٨٥).
(١٠) في (ص): (فبالنفي).

<<  <   >  >>