للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التصوُّفِ، ولا يُنكَرُ على من يتقيَّدُ بذلكَ؛ لأنَّه مِن استحسانِ مشايخِ الشامِ ومصرَ والعراقِ.

ومِن أدبِ الواردِ ألّا يَبْتَدِئَ بالكلامِ دونَ أن يُسأَلَ.

ويَمكُثُ ثلاثةَ أيّامٍ، ولا يَقصُدُ زيارةً ومشهدًا أو غيرَ (١) ذلكَ ممّا هو مقصودٌ (٢) من المدينةِ حتَّى يَذهبَ عنهُ عناءُ السَّفَرِ (٣)، ويعودَ ظاهِرُه وباطنُهُ إلى الاستراحةِ والسكينَةِ والجمعِ حتّى يُجمَعَ (٤) في ثلاثةِ أيّامٍ، ويَستعِدُّ للقاءِ المشايخِ والمزاراتِ، ويستوفِيَ حظَّهُ مِن كُلِّ شيخٍ وأخٍ يَزورُهُ.

ومِن آدابِ (٥) الوارِدِ ألَّا يَرِدَ الزاويةَ بعدَ العصرِ، ولكن يَرِدُ بعدَ الإشراقِ إلى العصرِ.

ثمَّ اعلمْ أنَّ بناءَ الزوايا والخانقاهات لم يَكُنْ على عهدِ رسولِ اللهِ ؛ لمّا تقادمَ زمانُ الرسالةِ، وبَعُدَ عهدُ النبوَّةِ، وانقطعَ الوحيُ السماويُّ، وتوارَى النورُ المُصطفويُّ، واختلف الآراءُ، وتنوَّعَتِ الفئاتُ، وتفرَّدَ كلُّ ذِي رأيٍ برأيِه، وكَدَّرَ شرفُ العلمِ شوبَ الأهوِيَة، وتزعزعتْ أبنيةُ المُتَّقِينَ، واضطَرَبَتْ عزائمُ الزاهدِينَ، وغَلَبَتِ الجهالةُ (٦): كُشِفَ (٧) حِجَابُها، وكثرَتْ عادتُها (٨)، وتملّكَتْ


(١) في (ص): (وغير).
(٢) في (ص): (مقصوده).
(٣) زيد في (ص): (وتعب الطريق).
(٤) في (س) و (ص): (يجتمع).
(٥) في (س) و (ص): (أدب).
(٦) في (س) و (ص): (الجهالات).
(٧) في (ص): (وكثف)، وفي (س): (وكشف).
(٨) في (ص): (عاداتها).

<<  <   >  >>