للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجمَعَ هذا المختصرَ على أن يكونَ تذكرةٌ مِنْهُ (١) للإخوانِ في اللهِ المُنقطعينَ إلى اللهِ تعالى كمثلِ بضاعةٍ مَزجيَّةٍ (٢)؛ رجاءَ (٣) استيفاءِ الدعاءِ منهم إذا اعتاصَ هذا على أفهامِ العامّةِ: فقدَحُوا فيهِ، وخاضوا فيه فيما لم يُحسِنوا، فأيُّ كلامٍ أفصحُ من كلام ربِّ العالمين؟! وقد قالوا لهُ: ﴿أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾!

فالمَرجُوُّ من فضلِ اللهِ الخلّاق ألّا يُؤاخِذَه فيما جمعه في رحبات (٤) هذه الأوراق، المسؤولِ (٥) منه الرحمةُ والمغفرةُ والثوابُ، إنَّه هو الغفّارُ الوَهّابُ


= إسلامٍ بنِ قاسمٍ الأنصارِيُّ، بَصَّرَهُ اللهُ على عيوبِ نفسِه، قبل أن يُذيقَهُ الحمامَ من كأسِه، وجَعَلَ يومَهُ خيرًا من أمسِه، وخَتَم لهُ بالخيرِ وقْتَ خُروجِ نفسِه، ولقَّنَهُ الجوابَ عندَ دخولِ رمسِه، وجعلَهُ من زُمْرَةِ أصحابِ اليمينِ يومَ العرضِ الأكبرِ، ورَزَقَهُ شفاعةَ صاحبِ الحوض والكَوثَر، فنسأَلُ من فضلِ اللهِ تعالى أن يجعَلَ ما جمَعَهُ خالصًا لحضرتِهِ الموصوفِ بالكرَمِ، المخصوصِ بالقِدَمِ، ويعفُوَ عمّا عثَرَ فيه القلَم، أو زلَّ به القدَمُ، ولها القلبُ عمّا سهَا وقتَ الكتابةِ والرَّقَم، ويَرْضَى عمّنْ طالعَ في هذا المختصرِ؛ ورأى في النَّقل خللًا، وفي المعنى زللًا، واللفظ حظًّا، وخطبًا، وفي الإعراب فسادًا وحِولًا، وأصلحَهُ كرمًا وفضلًا، عصَمَهُ اللهُ تعالى بعصمَتِهِ القديمِ أبدًا وأزلًا، والعذرُ عندَ كرامِ النّاسِ مقبولُ. وقد فرغَ المؤلِّفُ من تسويدِهِ وتنقيحِهِ، وأنامِلُهُ من تحريرِه وتعليقِه، في غرّةِ رمضانَ المكرَّمِ عام إحدَى وسبعينَ وسبعمئةٍ. ثُمَّ المأمولُ من كرَمِ المارِّ به أنجحَ الله بإنجاحِ مآربِهِ أن يذكُرَ العبدَ العاصي، الغريقَ في بحر المعاصي، والخائفَ يوم يؤخَذُ بالنَّواصي، مؤلِّفَ هذا المختصرَ ببعضِ دعواتِه في بعض أوقاتِه، خصوصًا عقيبَ مطالعتِهِ وقراءتِه، في مستطاباتِ ساعاتِه، في أثناء مناجاتِه، وأشرف أوقاتِه، ليغفرَ اللهُ له ولوالديه ولأساتذتِه، إنَّه هو الغفورُ الرَّحِيمُ).
(١) قوله: (منه) سقط من (س).
(٢) في (س): (مزجاة).
(٣) زاد في الأصل وفي (ص) قولُه: رجاء (على)!.
(٤) في (ص): (وجنّات).
(٥) في (س): (والمسؤول).

<<  <   >  >>