للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصحاب اليمين يومَ العرضِ الأكبرِ، ورزَقَهُ شفاعةَ صاحِبِ الحوضِ (١) والكوثِرِ.

فيسألُ من فضلِ اللهِ تعالى أن يَجعلَ ما جَمَعَهُ خالصًا لحضرَتِهِ، الموصوفِ بالكرمِ، المخصوصِ بالقِدَمِ، ويعفوَ (٢) عمّا طغَى فيه القلمُ، وزلَّ (٣) به القدَمُ، ولهى القلبُ، وسهى وقتَ الكتابةِ والرقْمِ، ويرضَى عمَّن طالَعَ في هذا المُختصَرِ، ورأى في النقلِ خَللًا، وفي المعنَى زللًا، وفي اللفظِ خطأً وخطلًا، وفي الإعرابِ فسادًا أو حِولًا أصلحَهُ كرمًا وفضلًا، عصَمَهُ اللهُ تعالى بعصمتِهِ، القديمِ أبدًا وأزلًا، والعُذرُ عند كرامِ الناسِ مَقبولُ.

وقد فَرَغَ المُؤلِّفُ من تسويدِهِ وتنقيحِهِ، وأنامِلُه من تجريدِهِ (٤) وتعليقِهِ في غُرَّةِ رمضانَ المُبارَكِ (٥)، عامَ إحدى وسبعينَ وسبعمئةٍ، ثمَّ المأمولُ من كرمِ المارِّ بِهِ (٦) أنجحَ اللهُ بإنجاحِ مآربِهِ، والمطموعُ مِن إحسانِ الَّذي طالعَ في هذا، ومِن شِيمَتِهِ الكريمة، والمُلتمَسُ مِن أنْعَامِهِ الجسيمةِ؛ أن يَذكُرَ العبدَ العاصي؛ الغريقَ في بحارِ المعاصي؛ والخائفَ يومَ يُؤخَذُ بالنواصي، مؤلِّفَ هذا المُختصَرِ ببعضِ دعَوَاتِهِ في بعض أوقاته؛ خصوصًا عقيبَ مُطالعتِه وقراءَتِهِ في مُستطاباتِ ساعاتِه، في أثناءِ مُناجاتِه، وأشرَفِ أوقاتِهِ؛ ليغفرَ اللهُ لهُ ولوالدَيهِ ولأستاذِهِ، إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ] (٧).


(١) في (ص): (الحوت).
(٢) في (س): (ويعف).
(٣) في (س): (أو زل).
(٤) في (س): (تحريره).
(٥) في (س): (المكرم).
(٦) في (س): (الماربة).
(٧) ما بين معقوفين هو في (ص): (ومؤلفُ هذه الفرائدِ العبدُ الخائفُ من ذنبِ نفسِهِ الأنصاريُّ طاهرُ بن =

<<  <   >  >>