للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يُدخِل الله تعالى أهلَ الجنَّةِ الجنَّةَ بفضله، ويُكرمهم بأن يُرِيَهُم ذاته تعالى وتقدّس من غير كيفٍ ولا تشبيهٍ.

ويَرون أهلُ الجنة ذات الله تعالى بعيون رؤوسهم، لا في مكانٍ ولا في جهةٍ ولا ثبوتِ (١) مسافةٍ بين الرائي وبين الله تعالى (٢).

ويُدخِلُ أهلَ النّارِ النّارَ بعدلِهِ، ويجوز أن يعفو بكرمه، أو بشفاعة النَّبيِّ ، أو بشفاعة بعض الأخيار، عمَّن يستحقُّ النار بالذنب لا بالكفر، فإن العفو عن الكفر لا يجوز (٣).

والجنَّةُ والنّارُ مخلوقتان اليوم، ولا فناءَ لأهليهما أبدًا.

وبهذا القدْر اكتفينا من مسائلِ أصول الدين؛ لضيق نطاق المختصَرِ.

* * *

وإذا عَرَفَ المكلَّفُ صانعَه ووحَّدهُ بالدليل كما ذكرنا: فقد نجا من مزلَّة (٤) التقليد، وأحكم إيمانه بالتحقيق.

وبعدَه يُفترَضُ عليه طلبُ علمِ ما يجبُ عليه من الصلوات الخمس، وفي اسم الصلاة ما يدلُّ على أنها تاليةُ الإيمانِ؛ لأنَّ المُصلِّي هو التالي للسابق.


(١) في الأصل: (بثبوت).
(٢) مذهب أهل السنّة إثبات الرؤية مع نفي لوازمها المستلزمة للجسمية كلّها، وفي ذلك إعمالٌ للنصوصِ التي تُثبِتُ الرؤية مع محاكمتها إلى النصوص القطعية التي تُوجِبُ التنزيهَ.
(٣) لأنّ الله تعالى أخبر يقينًا بعدم حصوله في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨: ١١٦].
(٤) في هامش الأصل: (منزلة).

<<  <   >  >>