للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• في الباب فوائد منها:

الفائدة الأولى: استحباب الرحلة فى طلب العلم، والبحث عن الحق لذلك قال الشعبي : " لو أنَّ رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن لحفظ كلمة تنفعه فيما بقى من عمره لم أر سفره يضيع " (١).

الفائدة الثانية: الأخذ بشهادة المرأة فيما يخص النساء؛ لأن النبى أخذ بشهادة المرأة فى مسألة الرضاع؛ وهذا لأن مسألة الرضاعة تخص النساء.

الفائدة الثالثة: أيضًا من الفوائد أنَّ الأصل فى المسلم العدالة لذا قبل النبى شهادتها دون السؤال عن عدالتها أو عن صدقها.

الفائدة الرابعة: الحديث فيه دليل على أنَّ الأصل فى الإبضاع التحريم، فعند الشك يرجع إلى الأصل؛ لذلك لما قال عقبة لم أسمع بهذا قبل هذا، فقال النبى كيف وقد قيل، وإن شك فى الإرضاع، فالأصل فى الإبضاع التحريم وهى لا تحل إلا بعقدٍ أو بدليلٍ يدل على ذلك، فأرجعه النبى إلى الأصل وهو التحريم، وأمره بمفارقتها.

الفائدة الخامسة: وفيه أيضًا دليل على فضل العلم، وأنه من المنازل العالية التى يرحل إليها.


(١) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني (٤/ ٣١٣)، صفة الصفوة لابن الجوزي (٢/ ٤٣) ط دار الحديث.
قال أبو الفضل العباس بن محمد الخراساني:
رَحَلْتُ أَطلُبُ أَصْلَ العِلْم مُجْتَهِدًا وزينَةُ المَرْء في الدُّنْيَا الأحَادِيثُ
لا يَطلُبُ العِلْمَ إلَّا بَاذِلٌ ذَكَرٌ وَلَيْسَ يَبْغَضُهُ إلَّا المَخَانِيْثُ
وقال إبراهيم بن أدهم: إنَّ الله تعالى يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أهل الحديث.

<<  <   >  >>