الإمام البخاري أو المعاصرون له، ولذلك سماه " الجامع الصحيح المسند من أحاديث رسول الله ﷺ وسننه وأيامه".
٢ - استنباط المسائل الفقهية واستخراج النكات العلمية، وذلك في تراجمه.
• سبب تأليفه للصحيح:
قال البخاري: كنا عند إسحاق بن راهويه فقال: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة النبي ﷺ، قال: فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح.
• محنته ووفاته:
جرى مع الإمام قبل وفاته محنة مع الحافظ محمد بن يحيى الذهلي في مسألة اللفظ بالقرآن، وكان البخاري ﵀ يقول: كلام الله غير مخلوق، والقرآن المسطور في المصاحف، المقروء بالألسنة، بألفاظه وحروفه كلام الله غير مخلوق، ولكن أفعال العباد مخلوقة، وألف في ذلك كتابه: خلق أفعال العباد، وما قرره ﵀ هو مذهب أهل السنة قطعًا.
ثم جرت له محنة مع والي بخارى خالد بن أحمد الذهلي فقد بعث إلى البخاري: أن احمل إليّ كتاب الجامع (صحيح البخاري)، والتاريخ وغيرهما، لأسمع منك، فقال لرسوله: أنا لا أذل العلم، ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة، فاحضر مسجدي أو في داري، وإن لم يعجبك هذا فإنك سلطان، فامنعني من المجلس، ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم، فكانت سبب الوحشة بينهما، واستعان الوالي بمن تكلم في البخاري ومذهبه، ونفاه الأمير عن البلد، فدعا عليهم البخاري، فلم يأت إلا شهر ابتُلِي هو، وغيره ممن تكلم في البخاري.
وقد خرج البخاري إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند ولم يطل مكثه فيها، وتوفي ليلة عيد الفطر سنة ٢٥٦ هـ، وعمره ٦٢ عامًا.