الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق، وخاتم المرسلين،
وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه.
أما بعد:
فإنَّ من المنة والشرف أن يُلْصَقَ اسمُ العبد بالوحي وسنة النبي ﷺ حتي يصير علمًا عليه يعرف به، وهذا مما مَنَّ الله تعالى به على الإمام البخاري ﵀، وأصبح يسمى ب (صاحب الصحيح)، وَوُسِمَ كتابه بكتاب الصحيح، حتى أصبح يقال هو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى.
وقيَّد الله تعالى العلماء وساقهم بتقديره إلى هذا الكتاب المبارك شرحًا، ودراسة، وتَعَلُّمًا، وتعليما، ولا يكاد يمر زمان أو قرن إلا واتجه أهل العلم إلى هذا الكتاب المبارك ووضعوا فيه بصمات جديدة، واستخرجوا منه الفوائد الجمة.
ولعل ذلك مِنْ مِنَّة الله تعالى عَلَى العبد الفقير أن قَدَّرَ الله لي جمع هذه الفوائد لأكون في الركب، ولا ضير فإنَّ خادم القوم منهم - وإن كان خادمًا -، وحسبه أنه في الركب عسى أن يُلْحِقَه الله بهم.
وما هي إلا إشارات أتحفت به الساري في طريقه سميتُها (سيل الأقلام بفوائد من كتاب العلم من صحيح الإمام) حاولت فيها التنبيه على جملة من الفوائد من كلام النبي ﷺ وسنته، وكذلك جملة من الفوائد من ترتيب البخاري للأحاديث،