الفائدة التاسعة: وفيه استحباب الوصية والكتابة وقتها، وليس الوجوب لترك النبي ﷺ ذلك، وقد يُقال ترك النبي ﷺ ذلك من أجل التنازع.
الفائدة العاشرة: فيه اجتهاد الصحابة بحضرة النبي ﷺ، فلقد أمر النبي ﷺ بأمر لكن فهم عمر أنَّ هذا الأمر للإرشاد، وما أراد أن يشق على النبي ﷺ.
الفائدة الحادية عشرة: وفيه حب الصحابة للنبي ﷺ وخوفهم من المشقة عليه، ولو كان في ذلك تفويت مصلحتهم.
الفائدة الثانية عشرة: وأيضًا فيه أنَّ الاختلاف المؤدي للتنازع قد يَحْرِم الأمة من الخير كما حدث ذلك أيضًا في ليلة القدر.
تنبيه:
اختلف العلماء في التوفيق بين هذه الأحاديث وأحاديث النهي عن الكتابة كحديث (لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه)(١)، فقيل: أنَّ النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية الالتباس، وقيل أنَّ النهي عن كتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد، أو النهي متقدم والإذن بعد ذلك ناسخ عند الأمن من الالتباس، وهو قد يكون أقربها، وقيل: النهي لمن خشي الاتكال منه على الكتابة دون الحفظ، ومحصله أنَّ الكتابة الآن جائزة لأنها لا يُستغنى عنها لحفظ العلم.
(١) أخرجه مسلم في صحيحه (٤/ ٢٢٩٨) ح ٣٠٠٤ ط إحياء التراث.