الفائدة الرابعة: فيه ما أُعْطِى النبي ﷺ من الفصاحة حيث أجاب بجوامع الكلم حيث إنَّ الرجل سأله "الرجل يقاتل غضبًا ويقاتل حمية" فأعطاه النبي ﷺ جوابًا جامعًا فيه جواب لهذه المسألة وشبيهها فقال «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو فى سبيل الله».
الفائدة الخامسة: فيه أنَّ الجواب الحكيم هو الذى يكون فى عين حاجة السائل، فالرجل سأل النبي ﷺ عن القتال، ما القتال فى سبيل الله؟ ولم يقل من المقاتل فى سبيل الله؟ فأجابه النبي ﷺ عن المقاتل؛ لأنه يعلم أنَّ السائل لا يسأل عن مجرد القتال، وإنما يسأل عن حال صاحب القتال وهو المقاتل لذا قال «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو فى سبيل الله».
الفائدة السادسة: أيضًا فيه أنَّ من قاتل لطلب ثواب الآخرة فهو فى سبيل الله، ولا يلزم أن يستحضر المعنى المذكور بعينه «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو فى سبيل الله»، فقد يقاتل الرجل لينال الآخرة ولم يستحضر إعلاء كلمة الله، وما إلى ذلك، لكنه يعمل للآخرة، ويبتغي رضوان الله، ويرجو الشهادة، فكل ذلك فى سبيل الله، لأن إعلاء كلمة الله تأتى من إخلاص العمل، وتأتى من بذل الشهداء أنفسهم، وتأتى من البحث عن الآخرة، فهو أيضًا من إعلاء كلمة الله ضمنًا، فقد يكون للعبد غرض آخر، لكنه مستلزمٌ لإعلاء كلمة الله.