للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَجِيءَ الرَّجُلُ العَاقِلُ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ فَيَسْأَلَهُ … الحديثُ)؛ لأن الأعراب كانوا أجرأ على ذلك من الصحابة ، أو لم يكن عندهم علم بالنهي عن ذلك.

• كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا كَانَ أَوْجَزَ مِنْ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ (١).

• قال ابن عباس : " فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ " (٢).

الفائدة السابعة: التلطف في السؤال، فلقد ظن ضمام - أنه لن ينال ما عند النبي إلا بالتشديد عليه، وكان هذا خطأ منه لأن النبي كان سيعطيه جوابًا لكل ما سأل، ولكنه ظن أنه لأهمية الأمر الذي جاء من أجله كان ينبغى عليه التشديد، لكن الأمر على خلاف ذلك، فكلما تلطفت بالعالم أخذت منه ما عنده.

• ولذلك ذكرنا من قبل الفارق بين أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله وكانا من تلامذة ابن عباس، فكان ابن عباس يخزن عن عبيد الله أي يحجب عنه بعض العلم.

• كما قال الزهري: " كَانَ أَبُو سَلَمَةَ يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: فَكَانَ يَخْزُنُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُلَاطِفُهُ فَكَانَ يَغُرُّهُ غَرًّا " (٣).


(١) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (٤/ ٩١ ح ٢٤٤٩) ط دار هجر.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (٤/ ٢١١) ط الرسالة.
(٣) فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل (٢/ ٩٥٩) ط الرسالة، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (١/ ٢٠٩).

<<  <   >  >>