للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما يطلب من المغنية، فيقول يا ربيعة حدثنا حدثنا (١).

الفائدة التاسعة: حسن البيان والجواب من النبي وذلك أنه لما شدد عليه في المسألة فقال: آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال النبي اللهم نعم، ولم يقل نعم فقط، فكلمة اللهم، استشهاد من النبي بالله على قوله، أي نعم والله يشهد على ذلك.

الفائدة العاشرة: في قول ضمام: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ : «اللَّهُمَّ نَعَمْ»، وهذا خرج مخرج الغالب؛ لأن الصدقة تكون لثمانية أصناف.

واستدل فريق من العلماء بهذا الحديث ونحوه على عدم جواز نقل الزكاة والصدقات إلى بلد آخر إلا لحاجة وذلك لقوله (آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا).

الفائدة الحادية عشرة: جواز الاستحلاف على الأمر المحقق لتأكيده، فلا يلزم أن يكون الاستحلاف بسبب تكذيب المستحلَف، أو الشك في صدقه، ولكن قد يكون الاستحلاف لأهمية الأمر وعظمته.

الفائدة الثانية عشرة: حِلْمُ النبي وعدم غضبه لنفسه، ولذا يجب على الدعاة أن يتحلوا بذلك، وتحمل طباع الناس المختلفة، فقول ضمام أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وقوله: يَا ابْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ. وقوله: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ. وكونه يستحلفه بالله، وكل هذه الأمور شديدة على النفس لكن النبي حلم به، وما غضب لنفسه.

الفائدة الثالثة عشرة: قبول خبر الواحد، فإنَّ ضمامًا كان وحده، وقال للنبي : وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي.


(١) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (١/ ٣٦٦) ط مكتبة المعارف.

<<  <   >  >>