فلما كبر كان يتمنى أن لو قبل رخصة النبي ﷺ، فإنَّ النبي ﷺ كان يرشده إلى ما هو أفضل وأصلح له في كل حال.
الفائدة الرابعة: على العالم والفقيه أن يراعي أحوال العامة وأن لا يراعي أحوال بعض الأفراد، كما في قول الرجل (يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ؟) فهذا كلام لرجل واحد، وليس طلبًا عامًّا من الجميع.
الفائدة الخامسة: قول الرجل (لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ) يدل على حب التابعين للعلم، فالعلم عندهم له متعة وحلاوة، وهكذا كل طالب علم يجد للعلم لذة وحلاوة.
الفائدة السادسة: جواز تأخير بعض العلم للمصلحة، ومنها تأليف الناس وعدم نفورهم من العلم، ومنها ما ورد أنَّ النبي ﷺ أمر أبا هريرة فَقَالَ: «اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ، فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِط يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا
(١) أخرجه أبو داود في سننه (١/ ٦٢) ط الرسالة العالمية، والترمذي في جامعه (١/ ١٢٥) ط الغرب الإسلامي، والنسائي في سننه (١/ ٥٠) ط مكتب المطبوعات، وابن ماجه في سننه (١/ ٢٥٠) ط الرسالة العالمية، وقد صحح هذا الحديث الأئمة منهم الترمذي، وابن خزيمة، وابن منده، والحاكم، وغيرهم.