كذلك القضية هنا وفي الباب السابق كانت لابن عباس، وفيهما دلالة على فهم ابن عباس وعلمه.
وفي الباب حديثان الأول لابن عباس والثاني لمحمود بن الربيع وهما يدلان على معنى واحد.
• ترجمة بعض الرواة:
(أبو مسهر): هو الإمام أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى الدمشقي، قال عنه ابن معين: ما رأيت منذ خرجت من بلادى أحدًا أشبه بالمشيخة الذين أدركتهم من أبى مسهر، توفي سنة ٢١٨ هـ.
(محمد بن حرب): هو الإمام أبو عبد الله محمد بن حرب، المعروف بالأبرش (كاتب الزبيدى)، قال عنه خشنام بن الصديق: كان من خيار الناس. توفي سنة ١٩٢ هـ، وقيل ١٩٤ هـ.
(الزبيدي): هو الإمام أبو الهذيل محمد بن الوليد بن عامر الزبيدى، وكان أعلم أهل الشام بالفتوى كما قال ابن سعد. اختلف في وفاته فقيل: سنة ١٤٦ هـ، وقيل سنة ١٤٧ هـ، وقيل سنة ١٤٩ هـ.
• من فوائد الحديث الأول:
الفائدة الأولى: جواز سماع الصغير وضبطه للسنن.
الفائدة الثانية: جواز شهادة الصبيان بعد أن يكبروا بشرط أن يكونوا قد علموه وميزوه في الصغر، كما ورد في حديث محمود بن الربيع، وقد ورد ذلك في رواية عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كُنْتُ يَوْمَ الأَحْزَابِ جُعِلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي النِّسَاءِ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ عَلَى فَرَسِهِ يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَلَمَّا رَجَعْتُ، قُلْتُ: يَا أَبَتِ، رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ؟ قَالَ: أَوَهَلْ رَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَ: مَنْ يَأْتِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأْتِينِي بِخَبَرِهِمْ، فَانْطَلَقْتُ، فَلَمَّا