قلت: لو أخذنا بظاهره لكان معناه أباني هذا المسجد خير أما باني ذاك المسجد؛ لأنه ذكره بلفظ (مَنْ)، و (مَنْ) للعقلاء، ونعلم أن تفضيل الباني على الباني ليس بمراد، بل تفضيل المسجد على المسجد هو المراد.
فيكون (من) ههنا بمعنى (ما) وقد يقام إحداهما مقام الأخرى قال الله تعالى: {وَالسماءِ وَمَا بَنَاهَا} أي ومن بناها، وقال:{فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} أي ما يمشي، والدليل على أنه بمعنى (ما) قراءة نافع،