وقد جزم الحافظ ابن كثير في (البداية)(أن إسرائيل - وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - هو أول من بنى المسجد الأقصى وأن سليمان عليه السلام جدده بعد ذلك)
وإذا صح هذا فهو قريب مما أفاده الحديث من المدة بين المسجدين. والله أعلم
(وهذا الحديث يبين المراد من قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين} أي: أول بيت وضع للعبادة)
قال الحافظ في شرح الحديث السابق:
(وهذا الحديث يفسر المراد بقوله تعالى: {إن أول بيت. . .} الآية ويدل على أن المراد بالبيت: بيت العبادة لا مطلق البيوت وقد ورد ذلك صريحا عن علي أخرجه إسحاق بن راهويه وابن أبي حاتم وغيرهما بإسناد صحيح عنه قال:
كانت البيوت قبله ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله
قلت: ورواه بنحوه الحاكم وقال:
(صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي
وقال الحافظ ابن كثير في (التفسير):
(وزعم السدي أنه أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقا والصحيح قول علي رضي الله عنه. فأما الحديث الذي رواه البيهقي في بناء الكعبة في كتابه (دلائل النبوة) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: